أكد عضو هيئة التدريس بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الدكتور يحيى مفرح الزهراني، أننا في عصر إعادة إحياء العلماء الموسوعيين، واستخدام كافة ما تتيحه لنا التقنية من إمكانات، والتمسك بقيمنا، كأساس للتقدم، ذاهبا إلى أن أي ظاهرة أمنية كانت أو غير أمنية، ينبغي دراساتها للتوصل إلى معالجة الظاهرة. جاء ذلك في معرض تعليقه على اختياره لكتاب "الاستشراف في النص" الذي أصدره الكاتب عبدالرحمن العكيمي، عن الدار العربية للعلوم عام 2010، كأحد المقررات على طلاب الماجستير في الجامعة، وأضاف الزهراني: قررنا هذا الكتاب الهام والمتميز كأحد المراجع، التي تناولت مفهوم الاستشراف بجانبه النظري والأدبي في النصوص الشعرية، وهو جزء هام من مفهوم الدراسات المستقبلية وتوسعها وتداخلها مع العلوم المختلفة"، وعن علاقة الأدب بالأمور الأمنية، يؤكد الزهراني أن الجامعة تعنى بمفهوم الأمن بالمعنى الشامل، وهو يعني التنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إذًا مسألة الأمن مرتبطة ارتباطا مباشرا وغير مباشر بجميع العلوم المختلفة، والتي تؤثر في أمن الإنسان قبل أمن الأوطان، فالتشعب موجود بين العلوم، فنرى تداخلا ما بين علم الاقتصاد وعلم الاجتماع، وتأثير المؤشرات الإحصائية على الصحة، وعلى التنمية وغير ذلك من الأمثلة. وعن التصور العام للكتاب، وهل يمكن أن يكون النقد الأدبي أحد المحاور الأمنية رأى الزهراني أن الكتاب طرح عددا من النقاط الجوهرية، لا سيما عند حديثه عن الشاعر الرؤيوي الذي ينظر إلى المستقبل ومآلات الأمور وفهم خط الزمن، وعلاقة الماضي بالحاضر وتأثيره في المستقبل، ليثبت لنا أنه يجب علينا أن نعمل ثم نرى لا ننتظر لنرى، والكاتب وضح لنا من خلال استخدامه لمفهوم الشاعر الرؤيوي ما نسميه نحن إسقاطا، القائد الاستراتيجي الرؤيوي، ومن هنا نستشعر أهمية الرؤية في العمل الاستراتيجي، وكيف يمكن لمثل هذا القائد محاولة سبر أغوار المستقبل بكافة المنهجيات والأدوات التي تتأتى له، وقد ذكر ذلك في الكتاب بلغة الكشف، وكيف أن الشعراء والأدباء فيما ينجزونه من أعمال تعبر عن المجتمع، وتعبر عن آمال وطموح ما يتجلى لهم من جهة، فهم من جهة أخرى ينذرون باخطار مستقبلية.