سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملتقى النص في أدبي جدة يخطو بثبات إلى مراقي النجاح
نشر في البلاد يوم 02 - 04 - 2010

افتتح معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة ملتقى قراءة النص 10 بنادي جدة الأدبي الثقافي الثلاثاء الماضي .. وكرم معاليه الشاعرين السعوديين الكبيرين حسن عبدالله القرشي رحمه الله ومحمد الثبيتي.
وقد استضاف فندق الحمراء في جدة فعاليات وجلسات النص يومي الاربعاء والخميس الماضيين وقد تلقى النادي العديد من الأبحاث من داخل المملكة وخارجها مما يؤكد الاستجابة الكبيرة للملتقى والنجاح الذي اصبح ملازماً له عاماً بعد آخر..
ويسر "البلاد" أن تستعرض بعض ملخصات الأبحاث المقدمة للملتقى..
سردية الشعر وشعرية السرد
في قراءة نظرية في جدل الشعري والسردي يقول الدكتور عبدالناصر هلال استاذ النقد الأدبي بجامعة جازان:
استطاع الشعر العربي المعاصر - في ظل التحولات الجمالية المتلاحقة في عالم يتسم بالسرعة والتغير أن يكسر الحدود الجمالية الصارمة القارة في نوعه التي عرف بها عبر تاريخه الطويل، فلم يستطع في ظل هذه التغيرات الجارفة أن يحتفظ بهذه الفروق المائزة في ظل مفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة التي أدارت ظهرها للغنائيات البسيطة، والرؤى الساذجة ، والأحلام الرومانسية الهادئة في ظل التوتر والقلق والشك، ونادت - أي الحداثة- بوحدة الفنون بوصفها تعبيرا طبيعيا عن الإنسان المأزوم المتوقد للمعرفة والجمال الذي يحاول أن يبدع عالما جماليا موازيا لواقعه المعيش، فكان لا بد أن يتخلى الشعر عن حدوده الفنية، ويسعى إلى التلاقح مع الأجناس الأدبية الأخرى، وخصوصا السرد، في الوقت الذي يحافظ فيه على شعرية القصيدة لأن المركز التناصي بين الشعر والسرد يبدأ من القصيدة لا من السرد.
ومن هنا تبنت الدراسة قراءة تداخل الشعر والسرد على المستوى التنظيري وفق المحاور التالية:
- ثنائية الشعر والنثر.
- الشعر والنوع الأدبي.
- الشعر والسرد.
- سردية الشعر- شعرية السرد.
- لماذا يلجأ الشاعر إلى السرد؟
- جدل الشعري والسردي.
- آليات السرد في الشعر العربي المعاصر.
وعن جدل الحرف والصورة المستقبل الرقمي للشعر العربي تناول الدكتور أسامة محمد البحيري أستاذ النقد والبلاغة بجامعة جازان دراسة موجة الشعر الرقمي والتفاعلي في الابداع العربي المعاصر حيث قال:
عانت الصورة - في الابداع العربي- تاريخا طويلا من المنع، والحجب، والاقصاء، واحتل الحرف - نظما وتشكيلا- ساحة الابداع متجليا في واجهة المشهد الادبي، ومترقيا إلى مقام الاعجاز ووجدت الصورة في أحيان قليلة متنفسا لها في خلفية المشهد، أو في هامشه، أو في ع تبات النص قديما وحديثا.
ولكن تداعيات العولمة، من ثورة الاتصالات، وانتشار المعلومات، والثورة الرقمية التي اجتاحت العالم كله، وتغلغلت في كافة المجالات المعرفية، والإبداعية، والترفيهية، حملت تغييرات جوهرية في علاقة الحرف بالصورة في مجال الإبداع الأدبي، فاحتلت الصورة - وبخاصة الصورة الرقمية - واجهة المشهد، واخذ الحرف يصارع ليحفظ له مكانة بارزة في ساحة الإبداع تتناغم مع أهمية الصورة ومكانتها فيما بات يعرف بالشعر الرقمي، والشعر التفاعلي.
اطل الشعر الرقمي ومن بعده الشعر التفاعلي على الساحة الإبداعية العربية في السنوات الأخيرة، وروج له عدد من المبدعين المتأثرين بالإبداعات الرقمية الغربية، وتتابعت نماذجه منفتحة على الفنون التشكيلية والتصويرية، وانتشرت القصائد الرقمية والتفاعلية على امتداد الوطن العربي، والمهاجر والمنافي الأجنبية، مستغلة ثورة الاتصالات، وإلغاء الحواجز والحدود بفعل الشبكة العنكبوتية.
وغالى بعض نقاد ومنظري الشعرية الرقمية في التبشير بها بديلا عن الشعرية الورقية التقليدية، وعدها بعضهم تنويعا وتجديدا في خارطة الشعر العربي المعاصر يتماشى مع تداعيات العولمة،والثورة الرقمية.
قلق الشعر والإنسان
الاستاذ شتيوي الغيثي ركز على قلق الشعر والانسان - تجربة الثبيتي الشعرية نموذجاً.. واوضح شتيوي ان بحثه يهدف إلى تجليت الصورة الوجودية لازمة الانسان المعاصر، وبما ان القلق الوجودي للانسان العربي أفرز الصيغ الشعرية المتعددة كنوع من التعبير الجمالي عن أزمة الذات تجاه الواقع،وتموضع الذات على أرض هذا الواقع، فان التجربة الشعرية الحديثة تختزل هذا القلق من خلال لغة شعرية حديثة تكشف عن وعي متجدد للذات على اعتبار ان الشعر يحاول اختزال تجربة وجودية بفعل اللغة الجمالية القصدية ذات الدلالة المجازية المنتجة للمعنى، مما يعني جدلية الشكل والمضمون في هذه المسألة، والتي هي في جانب من جوانبها جدلية الذات والواقع، أو قلق الفرد تجاه العالم، أو هي بالأحرى محاولة الانسان إيجاد صيغته الذاتية كتعبير عن وجود الذات في عالم متماوج بالعديد من المعاني المتداخلة، وبوصف الانسان سياقاً كلياً يستولد الجمال كضرورة في محاولات التأسيس لانسانيته، وهذا ما يجعل الشعر - بوصفه أرقى أنواع الفعل الجمالي للغة الواعية بذاتها - كاشفاً عن ماهية الانسان.
وفي هذا السياق تأتي التجربة الشعرية السعودية الحديثة، من خلال أبرز نماذجها وهو الشاعر محمد الثبيتي، لتكشف عن قلق الانسان السعودي تجاه عصره وواقعه، وهي تجربة فريدة من نوعها كونها اخذت ابعادا فكرية وجمالية عميقة ومثيرة في الوقت نفسه، كما انها تكشف عن تحولات في الوعي الجمالي لدى الشاعر ولدى الواقع ذاته بحركته المعرفية وابعاده التغيرية،وعن مدى اتساقية هذا الوعي في السياق الثقافي المحلي عموما، خاصة ان تجربة الثبيتي اذا ما اخذت بكليتها الشعرية - كتجربة رائدة ومؤثرة في جيله ومن بعده - تكاد ان تكشف في مرحلة مهمة من مراحل حركة الثقافة المحلية عن طريق تغلغل القلق الوجودي من خلال القلق الشعري.
كما تناول الدكتور محمد نجيب محمود ظاهرة تراسل الفنون في الشعر ومستجدات التعامل النقدي بقوله: تعنى هذه الورقة بتأكيد ان ظاهرة تراسل الفنون في الشعر العربي ظاهرة قديمة حديثة، وقد سبق اليها النقاد والشعراء العرب على السواء، وقد جاء تصاعد الاهتمام بظاهرة تراسل الاجناس الادبية في سياق تراسل الفنون لاسباب عديدة، منها: توحد مادة الابداع (اللغة في حالة تداخل الاجناس الادبية) مع وجود اختلاف نوعي فرعي بالنسبة الى الشعر والسرد والمسرح، وانها وسيلة لتطوير الشعر بعد ان اعتصر قدرات عناصره البنائية، ووجود فترة انتقالية ساعد فيها ظهور أجناس أدبية جديدة على تداخل الشعر مع الفنون الأخرى.
إن تنامي ظاهرة تراسل الفنون في الشعر، في ضوء الخلفية المشار الى عناصرها هنا، تستوجب السؤال المركزي عن الكيفية المثلى للملاحقة النقدية التي نرى انها تخلت عن دورها الاستشرافي للشعراء واكتفت بملاحقة الظاهرة الابداعية في سياقها التقليدي الضيق، ومن ثم تطل اسئلة اخرى أساسية من قبيل:
- هل سيسقط التداخل بين الشعر والفنون الأخرى الفروق بين الاجناس الادبية نفسها؟
- هل ستتخلق أنواع شعرية جديدة جراء استخدامها المكثف لفكرة التراسل؟
- هل سنظل ندرس هذه الظاهرة في باب الموازنات والمقارنات فحسب؟
- هل يصلح الناقد التقليدي لتقييم المستجدات الابداعية المتراسلة، ام اننا في حاجة الى ناقد جديد يتمتع بثقافة موسوعية تشمل الفنون المختلفة بكل خصوصياتها البنائية؟
ان الورقة الراهنة تقترح ثلاثة طرق للتعامل مع ظاهرة التراسل في الشعر:
1. الاستعانة بالدراسة السيميولوجية لانها الأقدر على التعامل مع النصوص البينية (الما بين جنسية).
2. تثبيت الانطلاق النقدي، في التعامل مع النص - القاعدة، للجنس الأكثر سيطرة على النص الشعري ودراسة التراسل من خلاله.
3. النقد الداخلي الجمالي الحر الذي يسقط مسبقا التصنيف التقليدي للاجناس الادبية.
أما الدكتورة عائشة الشماخي فقد اتخذت حسن السبع نموذجاً للتعالق مع الأدب العالمي وقالت في بحثها:
تتسع دائرة التناص الشعري لدى الشاعر حسن السبع، كما تتشكل لديه من مجموعة من العناصر التي تتعالق نصوصه وفقها، ويمكن لمتلقي ديوانه "زيتها وسهر القناديل" أو ديوانه "حديقة الزمن الآتي" ان يتابع عددا من العناصر التراثية المستمدة من التراثين العربي والعالمي والتي تتصدر بعض قصائد الديوان من خلال العناوين احياناً: شهرزاد - فلامنكو - بحيرة الوجع - دون كيخوته - حفصة - زرياب) او مجموعة العناصر التي تتردد في متون القصائد احيانا أخرى (غرناطة - الألوان أغاني فيروز بلقيس)، راسما صورة لشاعر يجيد التحرك بين مفردات التراث العالمي، وقادرا على توظيف هذه العناصر لخدمة نصه، الذي يكتسب بدوره القدرة على انتاج دلالاته وتقديم رسالته النصية.
وتعد قصيدة "بحيرة الوجع" دليلا واضحا المعالم على هذا الطرح التناصي، من حيث تعالقها مع الاوبرا المعروفة، وقدرتها على رسم صورة الانسان العصر، اذ يحاول الشاعر من خلالها ان يقدم شهادته على عصر يفتقد للكثير من مقومات المثالية، يزدحم بنقاط التفتيش، ومواسم الحصاد المؤجلة، موبوء بالتيه والظمأ والمعارك الخاسرة على حد تعبير الشاعر.
مزن أمنياتي لسعادتكم وناديكم الذي عدونا على العطاء والتجدد وبعث الثقافة لترتقي الى مصياف التقدم.
فلسطين حاضرة في الوجدان العربي
ومن جامعة الاسكندرية جاء بحث الدكتور فوزي سعد عيسى حول القضية الفلسطينية في الخطاب الشعري المعاصر:
يعنى هذا البحث بإبراز الموقف النضالي للشعراء العرب تجاه القضية الفلسطينية، وهو موقف عام يقوم على الرفض بأشكاله كافة سواء في التصالح أو التفاوض أو التطبيع ويعكس توجهات الوجدان الجمعي في صورة نادرة من صور التلاحم.
وبدهي أننا لا نستطيع استقصاء كل القصائد التي تتصل بموضوع البحث لاتساع المساحة على امتداد اقطار الوطن العربي ولذلك عمدنا الى انتقاء النماذج الدالة التي تمثل مواقف الشعراء العرب التي تكاد تتوحد على الرغم من تباين اتجاهاتهم ومذاهبهم الفنية. وقد لاحظنا احتدام لغة الرفض بشكل خاص عقب توقيع معاهدات التصالح وفي ظل الاعتداءات المتكررة والممارسات العدوانية والاجراءات التعسفية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وفي ظل اساليب المماطلة والخداع والغدر والتسويف.
واذا كان الخطاب السياسي قد استجاب في جانب كبير منه للمتغيرات السياسية بعد توقيع معاهدة السلام وروج في بعض صوره الى مفهوم التصالح وانمكانية التعايش في سلام، فان الخطاب الشعري - بوصفه قائما على الحدس والبصيرة - وقف موقفا مغايرا وتشكك في امكانية تحقيق سلام فعلي او حقيقي واعلن رفضه لهذا التصالح الذي لا يستند الى العدل او يقوم على التكافؤ بين الطرفي، وجاءت قصيدة (لا تصالح) لامل دنقل التي يرجع تاريخها الى نوفمبر 1976 واتكأ فيها على فكرة (الاقنعة) حيث ادراها على لسان كليب عقب اصابته قبل مقتله في حرب (البسوس) وجعلها في صورة وصية الى اخيه يوصيه باولاده وفلذات اكباده ليسقط من خلالها آراءه ويعبر عن موقفه من المستجدات السياسية آنذاك تأكيدا للموقف النضالي الذي يقوم على الرفض والمقاومة.
وقد عبر الشعراء عن موقف الادانة للممارسات والجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، فنجد الشاعرة الاردين ةعائشة الرازم تخصص ديوانا كاملا بعنوان (حسن الفلسطيني وثورة الحجارة) تدين فيه تلك الممارسات البشعة من قتل وتكسير أضلاع واعتقال ضد الأطفال الأبرياء الذين اشعلوا الانتفاضة وكشفوا زيف العدو ودعاواه الزائفة أمام العالم بأسره.
وقد اثارت مذبحة الحرم الابراهيمي غضب الشعراء العرب واستفزت مشاعر المسلمين، فادان الشعراء ذلك التصرف الاجرامي الذي حصد أرواح عدد كبير من المصلين في فجر الخامس والعشرين فبراير عام 1994م وهم يقفون أمام الله في خشوع فاذا برصاص الغدر ينهمر عليهم دون مراعاة لحرمة المسجد أو قدسيته.
وفي معرض التنديد بممارسات العدوان الاجرامية تغنى الشعراء العرب ببطولات الفدائيين الذين سطروا بدمائهم صفحات الخلود وقدموا أروع الامثلة في التضحية ومقاومة الاحتلال.
واتجه بعض الشعراء الى إدانة الذات ومحاكمتها بتهمة التخاذل والاستسلام والهرولة لعقد اتفاقيات يرى فيها الشعراء صورة من صور التخاذل لانها تفضي الى التفريط في الحقوق وتقديم تنازلات كبيرة في ظل مناخ مفعم بالتسويف والمماطلة والخداع.
واتخذ خطاب الرفض في القصيدة المعاصرة اشكالا عدة يعنى البحث برصدها وتحليلها.
ويتكيء فريق من الشعراء في مواقفهم النضالية على البعد الحضاري من خلال استحضار الدور الحضاري للعرب وما اسهموا به من اثر فعال في حمل مشاعر الحضارة والمدنية وبين ما آل إليه حال العرب في الوقت الراهن من ضعف وتشتت مما هيا للقراصنة فرصة الانقضاض على الأرض العربية ويعنى البحث كذلك بإبراز موقف الشعراء الفلسطينيين الرافض لوجود الاحتلال على أرضهم كما تمثل في شعر محمود درويش واضرابه من الشعراء.
جدل البداية والنهاية
وفي دراسة في الشعر العربي المعاصر يقول الاستاذ عادل ضرغام
تنطلق هذه الدراسة من فكرة أساسية لا جدال فيها، تتمثل في حتمية التطور، انطلاقا من تطور العالم المحيط، وتطور وعي الفرد العادي - فضلا عن الشاعر - في مقاربة هذا العالم والارتباط به، فطبيعة العالم لا تظل على هيئة واحدة، وإنما هي في معرض دائم للتطور والتبديل.
ويهدف البحث الى مقاربة شعرية البداية، من خلال الاشتغال على الديوان الاول لعدد من الشعراء العرب المعاصرين، وما تفعله هذه البداية من تنميط لموضوعات محددة، وتفعيل لآليات اسلوبية فاعلة. فالبداية - بما تحمله من محاولة تثبيت النسق الكتابي الجديد، واشعار الآخرين من الأجيال السابقة بقيمة ما يقدم - قد تحمل شيئا من ملاح التثوير والتغيير، مع الإيمان بقدرة الكتابة على التغيير، فالمتأمل لديوان الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي (مدينة بلا قلب) يجد أن الديوان يحمل شعرية فطرية انطلاقا من رصدها للواقع، المشدود للمثالية بعيدا عن النسق التجريبي.
والمتأمل لديوان الشاعر أمل دنقل الأول (مقتل القمر) يدرك أن هناك شعرية أولى مشدودة إلى النفس الرومانسي في الكتابة، وكذلك صلاح عبد الصبور في ديوانه الأول (الناس في بلادي) يرصد في شعره - انطلاقا من مقاربة الآخر ورصده - بدايات التخلي عن الاستبطان الذاتي، والدخول في فلك الالتحام بالآخر، ومعاينته من وجهة نظر ذاتية.
إن مقاربة مثل هذه التوجهات الإبداعية الأولى، والتي تجلت في الدواوين الابداعية الاولى لكل شاعر، ومقارنتها من خلال معاينة الديوان الأخير في رحلة الشاعر، سوف تكشف عن مغايرة على مستويات عديدة.
عندما نعاين الديوان الأخير لحجازي، نجد أن الموضوعات بدأت تتغير، وأن الوعي الفطري في مقاربة الحياة بكل جوانبها بدأ في التلاشي، وحل مكانه وعي مغاير، يرتبط بالوعي التجريبي، ومن ثم يختفي الإيمان بسلطة الكتابة على التغيير، لأن هذا الوعي أنتج شعرية تجريبية تولدت بفعل النزالات والعراك مع منطلقات الواقع.
وفي مقاربة شعرية النهاية لدى أمل دنقل من خلال ديوانه (اوراق الغرفة 8) نجد ان هناك تصفية للصوت الشعري بعيدا عن الضجيج والموقف السياسي المباشر، الذي تجلى في شعرية البداية.
ولدى صلاح عبدالصبور نجد ان الاهتمام بالآخر بدأ يقل وهجه، ويبدأ شعره في لحظات النهاية ينفتح على اسئلة وجودية فلسفية،ظلت تؤرقه في حياته.
ان مقاربة شعرية البداية والنهاية لدى الشعراء، لا تقنع بتقديم مرايا ثابتة، لكل بداية ونهاية، وإنما هي معنية برصد النسق المسيطر والجنيني في كل مرحلة من المرحلتين، ففي البداية هناك - بالضرورة - نسق مسيطر، وهناك - ايضا انساق مجهرية، قد تنمو لتكتمل او تقل تدريجيا للتلاشي، وكذلك في النهاية هناك نسق مسيطر، ولكن هناك بقايا من الشعرية السابقة، وان اختلف شكلها وتغيرت درجة هيمنتها.
ولن تقف حدود المقاربة عند الاشارة الى الوعي بالعالم وتأثيره في الشعر المنتج، وإنما سوف يمتد الاهتمام ليشمل المغايرة بين البداية والنهاية في التشكيلات اللغوية والاسلوبية.
أبحاث متعددة ومواضيع متنوعة
ومن الابحاث المقدمة للملتقي تسريد الشعر وشعرية السرد للاستاذ أحمد سماحة وانشطارات الذات في القصيدة العربية المعاصرة للاستاذ عاطف بهجات من جامعتي عين شمس والطائف والبعد السياسي للواقع العربي.. الشاعر السعودي وقضية فلسطين انموذجا للباحث صالح بن عبدالعزيز المحمود والشعر العربي المعاصر وتأثره بالأدب الغربي للباحث حسن البنا عز الدين كما تلقى النادي الادبي مشاركات الباحثين أحمد الطامي د. عبدالرحمن بن حسن المحسني ود. اشجان محمد هندي ود. عالي القرشي ود. عبدالله أحمد حامد ود. مراد عبدالرحمن مبروك والاستاذ محمد العباس وعادل خميس الزهراني وصالح أحمد محمد السهيمي ود. مصطفى عبدالغني ود. لمياء باعشن ويوسف رزوقة ود. مصطفى عراقي حسن ود. فواز بن عبدالعزيز اللعبون ود. محمد نجيب التلاوي ود. محمد سالم الصفراني ود. فايزة أحمد الحربي ود. حافظ المغربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.