كعادتي كل يوم من أيامي الروتينية المملة، وأنا أكتب بقلمي الذي قارب حبره على الانتهاء. سمعت قرقرة معدتي وكأنها تقول لي "لا تنساني" فخرجت بسيارتي المتهالكة أجوب شوارع المدينة بحثا عن مطعم أجد فيه ما يسد رمق الجوع، فشعرت بهزة في جيبي، وإذا هو جوالي يرن باتصال لأحد الأصدقاء القريبين مني يقول "يا بو ساعد بارك لي!"، فورا أجبته "ما شاء الله مبروك، على ايش؟"، "شريت سيارة جديدة ثمانية سلندر، وجلد وفتحه". فقلت بيني وبين نفسي "سبحان الله وظيفة جديدة وسيارة جديدة، الله يرزقنا" "ما شاء الله يا فلان، الله يعطيك خيرها، ويكفيك شرها" طبعا فاتفقنا على مكان ليكون موقعا للقاء، لم ترتح عيناي من كثرة مراقبة الشارع، والمرايات الجانبية تلهفا لرؤية سيارة صديقي، وإذا به "يطربق لي بالبوري. يا فلان تعال اركب" أخرجت راسي من السيارة، متعجبا كيف يستطيع هذا الموظف البسيط أن يشتري مثل هذه السيارة وأنا أعلم انه لا يملك من المال ما يكفيه؟! بالبسملة دخلت السيارة وقلت (مبروك.. وشلون يا فلان طحت على كنز وإلا إيه؟ متبسما "عقبا لك" فحمدت الله على حالي. وأنا أحدث نفسي وأقول يا للرفاهية فإذا بصديقي يقول "وقف السيارة تعال معي لتشاهد أمرا". أخذني إلى المقعد الخلفي وقال اضغط على ذلك الزر وإذا بالمقعد الخلفي يرجع إلى الخلف وترتفع قدماي وكأن شخصا ما يريد أن يطرحني، تفاجأت وقلت "سرير، والله اليابانيين ما خلو شي!!" قال نعم وكأنك راكب للدرجة الأولى بإحدى طائرات شركات الطيران الخليجية الفخمة. قبل نهاية جولتنا تبادر لذهني سؤال "ما شاء الله يا فلان الوظيفة جديدة والسيارة جبت رأسها وأنت شاب كشخة "ما ناقصك إلا الزواج"!" فنظر إلي نظرة أحسست في البداية بأنني أصبت بكلامي. حتى تغيرت نظرته إلي بنظرة أحسست أن حجمي بدأ يصغر، فقال "أنت مجنون، خلني أكمل أقساطها وبعدين يصير خير "فصرخت بوجه صديقي" أجل ليه متعب نفسك" فأجابني بكل برود "لزوم الرزة يا شيخ".