تخوض دار طوى للنشر والتوزيع تجربة جديدة في النشر من حيث الفكرة، تتضمن تقديم شهادات 20 كاتبا وكاتبة سعوديين يتحدثون فيه عن ال20 دقيقة الأولى بعد الموت، وماذا يمكن أن يقوله الإنسان تجاه هذه الدقائق. مالك الدار وصاحب فكرة الكتاب، الكاتب عادل الحوشان، قال ل"الوطن" حول المشروع: المعلومة العلمية حين تأخذ شكلها المنظم في رأس رجل يجلس في مختبر ويحلل، فهو يبحث عن إجابة ما لسؤال ما، ويجدها ربما ثم يمضي، كانت ال20 دقيقة إجابته، بينما أصبحت سؤالا مدويا كالقذيفة التي لا تكف عن خربشة الوجود كله بأسنانها، كانت الفكرة تؤرقني منذ زمن، وكانت تدريبا يوميا على فقد الحواس، تدريب الغرق ومواجهة المخيلة بكل رعبها النهائي، محاولة أن تضع قدمك في ماء آسن وعميق، أن تلمس هذا القاع الذي لا تعرفه، وأن تغرق عن عمد في مواجهة المجهول، ويضيف "شخصيا لم أجرأ أن أكمل الكتابة، وأن أطيل بقائي مرعوبا من رخاوة الأرض وكائناتها، ولأنها تطلبت لحظة كثيفة ومركزة مثل جرعة الهواء لمن يرغب العودة ليملأ رئتيه بالحياة، لذا فضلت أن أنفض رعب الفكرة إلى رؤوس الأصدقاء لعلي أتخلص من هذا الفزع". ويضيف الحوشان "نحن لا نضع أنفسنا بديلا لأحد ولا منافسا لأحد، نعمل باستقلالية والرؤية بكامل وضوحها، سلسلة (كتاب العالم) الذي يصدر عددها الأول تحت عنوان (عشرون دقيقة) ستستمر بأفكار مقاربة ومشابهة، هناك أفكار أخرى ستنضج مع الوقت وسيعلن عنها وكلها تصب في نهر هويتنا وثقافتنا ومبدعينا، فطوى لا تطرح نفسها كمنقذ ولا كخلاص، إنما تتحرك بضميرها تجاه الفن والكتابة والإبداع وتدفع بنفسها في هذه الاتجاه حتى النهاية"، خاتما حديثه بقوله "سنتحمل كل الأخطاء وعلينا أن لا نقف مشدوهين أمام حدوثها، لأن الصواب أن نكون معا، وأن نكتب ونعمل وننجز وأن يظل ضميرنا يقظا تجاه الحرية والكتابة والفن".