جسد معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة حضورا كثيفا واستثنائيا للناشر السعودي الجديد الذي كسر كل التوقعات وقدم نفسه للمشهد العربي بقوة وتميز. هنا نلتقي بالناشر والروائي عادل الحوشان الذي دخل هذا المجال قبل سنوات قليلة ولكنه حقق إنجازات عدة آخرها فوز كتاب اختراق البرج العاجي لمحمد الخازم بجائزة وزارة الثقافة والإعلام.. فإلى نص الحوار: • فكرة طوى كانت الشرارة ولكنها لم تكن الأولى كيف تنظرون لتجربتكم في السياق لمحاولات النشر الخاصة في المملكة؟ في «طوى» لم نكن نفكر أن نكون الأولين ولا الآخرين، كان أمامنا مشروع ثقافي مستمر وطويل بدلا من «تكتيف» الأيدي والانتظار بينما لدينا ما نقوله ونعمل عليه، وأعتقد أن ما حققناه خلال ست سنوات في «طوى» وضعها ضمن أهم عشر دور نشر عربية، حتى وإن لم يكن ذلك مهما لغيرنا، إلا أن ما نعمل عليه فعلا هو مشروعنا الثقافي الذي لن يتوقف على الكتاب وذلك سيحدث قريبا. • انطلقتم من الخارج ما هي المعوقات التي جعلتكم تتجهون للبعيد بحثا عن أفق في الداخل؟ أفق الداخل من حيث الكتابة والإبداع والتجربة نزعم أنه مشرف وجميل ويستحق التعب، أما أفق صناعة النشر في الداخل فكلنا نعرف أننا منذ عقود لم ننافس ولم نتحرك تجاه صناعة نشر تتزامن مع التجربة الإبداعية والكتابة والفنون كلها، لذا كان علينا أن نختار مكانا مهما لنقدم تجربة طوى للنشر مكانا يحقق لنا ولمبدعينا حضورا مثلما يحقق لنا الجودة التي نراهن عليها كصناعة. • بعدكم بدأت الدور السعودية تتشكل. كيف ترون هذه التجارب التي بدأت في السطوع بشدة؟ كل تجربة نشر سعودية بدأت أو ستبدأ هي جزء من عمل ثقافي يستحق الإشادة بهب والاهتمام، بشرط وحيد ألا تتحول هذه التجارب إلى تجارة وتأخذ صفات التاجر من جيبه لتظلل بها الثقافة بالأرقام المزيفة وبتهشيم أخلاقيات النشر. • هل نستطيع أن نقول إن الناشر السعودي بدأ الدخول بقوة في مجال النشر؟ كل التجارب التي بدأت تقول ذلك. • وهل هناك تنافس على الكتاب الأكثر مبيعا والكاتب الأكثر رواجا بين هذه الدور؟ بعضها يفعل ذلك وكل هذه فقاعات، هذا النمط التجاري لا يمثل ثقلا حقيقيا في صناعة الكتاب، هامش يتلاشى. • من تجربتك كناشر ما هي العناوين الأكثر استحواذا على ذائقة القارئ السعودي؟ أعتقد أن كتب المذكرات والرواية وتجربة كتابة النصوص المعاصرة في النثر تحقق حضورا لدى القارئ، إضافة إلى الكتب اللامعة. • يركض الناشرون العرب للمشاركة في معرض الرياض للكتاب الوحيد العالمي في المملكة هل فعلا القارئ السعودي نهم في اقتناء الإصدارات والأكثر شراء بين بين أقرانه العرب أو الخليجيين تحديدا؟ معرض الرياض الدولي للكتاب بشهادة الجميع هو الآن أهم المعارض العربية، والقارئ تخلص من لمعان بعض العناوين والمشاهير باتجاه الكتابة الأهم، تلك التي تضيف شيئا للمعنى الكتابة الهاجس، والكتابة الفن والكتابة الفكرة والبحث، الكتابة التي تذهب للهاوية بشجاعة وتكشف عالما لا مثيل له ولم يتكرر.