في سوق "الديرة" وسط الرياض، يتحوّل المكان صباح كل يوم إلى سوق تراثي وشعبي، تعرض فيه "الصقور" ويباع فيه "الجراد" وتعرض فيه منتجات غذائية وزراعيّة ليشكل ماضيا وحاضرا يحكي البعد الحضاري والثقافي للمنطقة التاريخيّة وسط الرياض. هذا السوق ينتعش صباح كل يوم خاصة الخميس من كل أسبوع وله زبائنه الخاصّون الذين يرتادونه من داخل وخارج منطقة الرياض بحثا عن منتجات وبضائع لا تتوفر إلا فيه ومن ذلك شراء الجراد الحي الذي يباع بكميات كبيرة في السوق، وعلى مقربة منه توجد ساحات لبيع الصقور وأخرى لبيع السمن والعسل البلدي والإقط و"الفقع" ولقاح النخيل ومحلات لبيع المشغولات التراثية. "الوطن" زارت السوق ولفت النظر كميات كبيرة من "الجراد" الذي يعرض في الموقع قال عنه بائعون ومنهم فيصل السعد ومحمد المطيري وعبيد الله السعد إنهم يجلبونه من منطقة "بدر" في المدينةالمنورة ويسوّقونه في عدة مواقع منها الرياض والقصيم وحائل والأحساء وبعض الدول الخليجيّة كالكويت حيث أوشك موسمه على الانتهاء ولم يتبق سوى قرابة 20 يوماً على انتهائه. ولفتوا إلى أن سعر الكيس الكبير في مزاد السوق ب 300 ريال فيما كان يباع ب5000 ريال في بداية وصوله للأسواق قبل عدة أشهر، مضيفين أنه حاليا متوفر بكميات كبيرة ويكون سعره في أقل معدلاته حيث يباع الكيس الصغير الذي يزن قرابة كيلو جرام واحد منه ب130 ريالا بينما يباع بأكثر من 500 ريال حينما يندر وجوده في السوق كوقت بداية موسمه وعند انتهائه. وعن أنواعه، قالوا إن له نوعين هما "مكن" وهي الأنثى ولونها بين الأحمر والرمادي وهي الأجود حيث إنها تكون طويلة ومملوءة بالبيض، وتكون ألذ وأطعم في الأكل، فيما النوع الثاني يسمى "زعيري" وهو الذكر ولونه أصفر وغير مرغوب كثيرا، مشيرين إلى أن له طرقا عدة في الأكل فمنهم من يتناوله بعد الشيّ، وآخرون يطبخونه في كميات من الماء والملح لمدة نصف ساعة ثم يجفف ويؤكل أو يخزن في الثلاجة لفترات طويلة. وأشاروا إلى أنه يجلب للسوق حيا ويوضع في أكياس مثقوبة للتهوية ويستطيع العيش ثلاثة أيام من وقت صيده الذي يتم في المزارع حيث يأتي في أسراب ويهاجم المزارع ويتركه الصيادون حتى بعد منتصف الليل حين يبرد الطقس وحينها لا يستطيع الطيران من شدة البرد فيجمعونه في أكياس حيث يعتبر سوقه منتعشا كثيرا ويستقطب مبالغ مالية كبيرة. وبسؤالهم عن زبائنهم، بينوا أنهم يستقبلون أفراداً من الأعمار كافة إلا أن المسنين منهم يقبلون على الشراء بكميات كبيرة حيث يرونه مساعدا في التخفيف من أعراض بعض الأمراض كالسكر والضغط وآلام العظام وغيرها. وأشار الشاب مسلم المسلم إلى أنه حضر من المنطقة الشرقية لشراء قرابة 25 كيسا من الجراد حيث تقبل عليه عائلته وتعتبره وجبة شعبية وهواية وعشقا للبعض خاصة إذا كان حجمه كبيرا وذا جودة عالية كالذي يباع حاليا في بعض المناطق السعودية. وفي موقع آخر، رصدت "الوطن" كميات كبيرة من لقاح النخل الذي يعرض في السوق الشعبي وتباع الواحدة منه بمبالغ تتراوح بين 30 و50 ريالا وأنواع أخرى ضعف هذا السعر حسب حجمها ونوعها، ويقبل عليها مزارعون يحضرون من داخل وخارج العاصمة لجلبه إلى مزارعهم وتلقيحها في هذا الموسم، فيما تباع في الجهة الأخرى من السوق بعض المنتجات الشعبية كالإقط الذي يسمى "البقل أو الجميد أو المضير" جنبا إلى جنب مع السمن والعسل البلدي وفطر الكمأة "الفقع" الذي يجد زبائن خاصين يحضرون للمنطقة التاريخية وسط الرياض للتسوق والحصول على المنتجات الغذائية والتراثية التي تعرض في السوق.