في الوقت الذي كثر الحديث فيه عن القرية في الرواية السعودية، يأتي الروائي خالد المرضي، صاحب رواية "مصابيح القرى" الصادرة عن دار الانتشار العربي بالتعاون بالاشتراك مع نادي أدبي الباحة، ليؤكد بأن عمله مختلف في بنائه الفني، حيث أن هناك زمنين مختلفين في الرواية، التي ترصد ملحمة تاريخية اجتماعية فيما يخص الفرد والجماعة، حفرت في منطقة جديدة لم يكتب أحد عنها. وأضاف المرضي ل"الوطن": فترة الوجود التركي في جبال السراة وما صاحب وجودهم من أحداث مرت بالقرى، حاضرة في الرواية ، لكنه تناول ربما يسد فجوات فيما اندثر أو قارب الاندثار، حيث أن معظم ما تم تناقله لا يتعدى أن يكون تاريخا شفويا، ويوضح "بالطبع لا يجنح العمل إلى سرد تاريخي حدثي، بل هي محاولة لقراءة حال الإنسان في تلك الفترة، الإنسان من داخله كعنصر بحثت الرواية عن بعثه من الهامش إلى المتن عبر مخيال الرواية"، كما يتطرق العمل لفترة الثمانينيات الهجرية، ومحاولة رصد ابن القرية في حضوره عبر واقعه القروي. الرواية تستحضر الأساطير وتأثرها في ثقافة القروي. يقول المرضي "سرديا كان هناك ثلاثة رواة يتناوبون السرد، لسان القرية ذاتها، وشخصية الشيخ حسن الذي شارك في معارك ضد الوجود التركي، وهناك الحفيد عبدالحميد الذي يتناوب السرد أيضا كراو ينبعث من خلاله عالم تحولات القرية وما يراه من زاويته كطفل، طبعا هناك من تناول القرية كتابة وسردا من قبل، لكنني أزعم أنني تناولت عوالمها بصورة مختلفة سردا وحدثا، وحاولت أن أحفر في منطقة جديدة، لا أعتقد أن أحدا تناولها من قبل حسب علمي، وإن تشابهت في مناطق معينة إلا أن تقديمها كان من زاوية مغايرة، إذ كان في مخيلتي قبلا ألا أكون مكررا لما كتب من قبل". وعن انقطاعه فترة طويلة عن الكتابة ثم العودة قال المرضي: "إنه بقي زمنا يكتب لنفسه دون أن ينشر شيئا، لكن حين أيقنت أنني يمكن أن أقدم شيئا إبداعيا، بادرت بالنشر، وأعتقد أنني حققت نجاحا أرضى ذائقتي أولا وكانت هناك ردود فعل مشجعة من قبل كثير من المبدعين"، ويكمل "خلال الأعوام الخمسة الماضية نشرت مجموعتين قصصيتين، ومن ثم كانت هذه الرواية، أعتقد أنني مقبل أيضا على كتابات إبداعية أخرى تتراوح بين القصة والرواية والمقال أيضا".