انتقد مثقفون تراجع الاهتمام بالتكوين الثقافي في المجتمعات، وتساءل رئيس نادي أدبي تبوك السابق الدكتور مسعد العطوي في أحدية نادي تبوك الأدبي أول من أمس خلال ندوة عن "الثقافة بين الإنتاجية والاستهلاك"، عن هل الثقافة اليوم تمثل النخبة أم تعد ثقافة شعبية؟ وقال "إن المثقف لا يعيش في برج عاجي، لكن تركيبة المجتمع أغفلت المثقفين، فالأسرة على سبيل المثال منشغلة في متابعة وسائل الاتصال الحديثة وبعيدة كل البعد عن المثقف وثقافته"، فيما تحدث نائب رئيس أدبي تبوك سابقا الدكتور موسى العبيدان في ورقته عن مفهوم الثقافة الشامل، مبينا أنها تعادل المعنى الحقيقي للحضارة، وأنها مكون معرفي يدخل في تشكيل شخصية الفرد والجماعة، مقسّما الثقافة إلى ثقافة منتجة، وهي التي ينتجها المفكر وثقافة أخرى مستهلَكة، وهي التي ينتجها الباحث أو المثقف العادي، ومفرقا في طرحه بين المفكر والمثقف، وقال "هناك من العلماء المسلمين القدامى من أحدثوا انعطافا علميا ما في شتى العلوم، بحيث يكون هذا المنعطف فكرا وعطاء جديدا تردده بقية الأجيال اللاحقة من الباحثين والعلماء المثقفين لفترة من الزمن"، مستدركا" إننا الآن عاجزون، ولا نملك أي بوادر لمفكرين عرب أو مسلمين لديهم القدرة على إحداث مثل هذه المنعطفات العالمية في العلوم والفكر والأدب". وأرجع الزميل هاشم جدعان أسباب وقوع العرب كأمة مستهلكة، لقلة القراءة وضعف البحث العلمي، وسيطرة الترفيهي في وسائل الإعلام. من جهته ذهب خالد فرحان إلى أن مصطلح "المفكر" يعد حديثا، متسائلا: من هو المفكر الحقيقي في مقابل المثقف الذي يأخذ من كل علم بطرف؟