تمردت عناصر من قوات الأمن في العاصمة باماكو في الجنوب، بينما كانت قوات فرنسية وتشادية تطارد المتمردين في الشمال، إذ أصيب جندي بتفجير انتحاري في مدينة جاو. وتبادلت القوات الحكومية النيران مع عناصر متمردة من قوات الأمن في العاصمة باماكو أمس. وطوقت القوات الحكومية المنطقة المحيطة بقاعدة قوات الأمن في باماكو، بينما وصلت تعزيزات للقضاء على التمرد الذي جاء احتجاجا على إجراءات تأديبية بحق بعض أفراد الوحدة. وشوهد الدخان يتصاعد من المعسكر. وفي جاو شمالي البلاد، فجر انتحاري نفسه أمس قرب جنود ماليين، أسفر عن إصابة أحدهم، على ما أفاد عريف بالجيش المالي. وقال العريف مامادو كيتا إن الرجل "كان على دراجة نارية وكان من الطوارق، وحين اقتربنا منه فجر حزامه الناسف" مضيفا أن الانتحاري "قتل على الفور ولدينا جريح". ويأتي التفجير الانتحاري غداة إعلان المتحدث باسم مجموعة إسلامية في شمال مالي، حركة التوحيد والجهاد بغرب أفريقيا، تبني زرع ألغام وشن هجمات على مواكب عسكرية واستخدام "انتحاريين" في تلك المنطقة. إلى ذلك، تقدم نحو 1000 من القوات التشادية يقودهم محمد إدريس ديبي نجل الرئيس التشادي نحو الجبال في شمال شرق مالي أول من أمس، للانضمام إلى حملة التعقب التي تقودها القوات الفرنسية ضد المتمردين. وتحرك رتل عسكري من مائة مركبة مدرعة تشادية، وعربات جيب وشاحنات إمداد من كيدال البلدة الصحراوية على بعد 1200 كلم إلى الشمال الشرقي من العاصمة باماكو. وتقوم القوات الفرنسية والتشادية تدعمها الطائرات الحربية الفرنسية انطلاقا من كيدال بمهاجمة مخابئ المتمردين في سلسلة جبال أدرار أفوجاس على الحدود بين مالي والجزائر. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أبدى قلقه إزاء إمكان عودة المتمردين في مالي للقتال. وقال إن "العمليات العسكرية أظهرت حتى الآن فعالية ونجاحا"، مشيرا إلى أن "الجهاديين، المجموعات المسلحة والعناصر الإرهابيين يبدو أنهم هربوا". وأضاف "قلقنا يكمن في إمكان عودتهم. إنهم يردون في بعض المناطق وهذا قد يؤثر على بلدان المنطقة". وحول إرسال بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى مالي، أشار بان إلى أن "الأممالمتحدة لم تتخذ بعد قرارا" في هذا الصدد، لافتا إلى "أننا سنواصل مناقشة الوضع وتحليله". وأوضح أن هذه العملية "ستستغرق أسابيع عدة؛ لأن الفرنسيين أنفسهم يقولون إنهم يحتاجون إلى تقييم الوضع ميدانيا قبل اتخاذ قرار بالانتقال" إلى آلية أخرى. وقال "لا أعتقد أن مجلس الأمن سيتخذ قرارا فوريا" عبر إقرار قرار جديد.