طبقت العمالة المقيمة في سوق الخضار بالباحة أنظمة السعودة بالعكس حيث قامت بتشغيل الشباب السعوديين لديها بمحلات الخضار وقت الدوام الرسمي للتحايل على موظفي الأمانة ومكتب العمل وذلك مقابل مبالغ مالية بين 50 ريالا و 100 ريال, وحين انتهاء الدوام الرسمي يمتلئ السوق بتلك العمالة التي تتلاعب بالأسعار كيفما تشاء. كما تلجأ بعض العمالة إلى استغلال الشباب السعوديين بطريقة أخرى لأنهم يعرفون أن هناك شبابا لا يحب العمل ويركن إلى الراحة فيتم استئجار المحل من البلدية باسم السعودي ليعمل فيه المقيم دون أن يلاحظ أحد ذلك، والأهم من ذلك أن العمالة تقوم باستخدام شاب سعودي آخر بحيث تعطيه 50 ريالا يوميا لمجرد الوقوف في المحل لدقائق في حال مرور اللجنة ليوهمهم أنه البائع الأصلي في المحل بينما الواقع يختلف. "الوطن" تجولت بسوق الخضار ولم تجد سوى شابين يعملان بالسوق والبقية يعملون لدى تلك العمالة للدفاع عنهم أمام مندوبي مكتب العمل والأمانة بشكل يومي . وقال الشاب عبدالرحمن "أعمل بالسوق من الصباح الباكر إلى المساء ودخلي اليومي يصل إلى 1500 ريال ولكن هناك عمالة في السوق تقوم برفع الأسعار وخفضها كيفما تشاء للتلاعب بالأسعار وإزاحة الشباب السعوديين. وأضاف هناك من الشباب من يساندهم حيث يعمل معهم في الأيام التي يرغب بها مقابل 80 أو 100 ريال وذلك لإيهام مندوبي البلدية ومكتب العمل عند مرورهم على تلك المحلات بأنها يملكها سعوديون. وقال احد أعيان السوق وهو سعيد أحمد العريجي "أعمل في الخضار بالباحة منذ 20 عاما ولله الحمد هي مصدر الرزق بعد الله لي ولأسرتي ولكن هذه العمالة قامت بإبعاد الشباب السعوديين عن العمل بسبب ضعف الرقابة من الجهات المختصة وعدم متابعتها للعمل خصوصا بعد انتهاء الدوام الرسمي". وأضاف "مستعد لإثبات أن هناك عمالة تقوم بدفع مبلغ ما بين 50 إلى 100 ريال للشاب الذي يحضر مبكرا معهم للدفاع عنهم أمام مندوبي الجهات وعند انتهاء الدوام تجده يذهب والعمالة هي من تبيع وتشتري، متسائلا عن مراقبة الأسواق من قبل الأمانة ووزارة التجارة ومكتب العمل التي تركت الباعة يتحكمون في الأسعار على مزاجهم وتشغيل الشباب السعودي لديهم مما ينذر بتطبيق الأنظمة الخاصة بالسعودة بالعكس بتشغيل السعوديين لدى العمالة. وذكر الشاب أيمن صالح الغامدي أن هناك سعودة وهمية في محلات بيع الخضراوات في حلقة الخضار بالباحة حيث تجد استغلالاً للشباب السعوديين وبرضاهم للقيام بالعمل مكان العمالة عند مداهمة اللجان المعنية لمتابعة السعودة مقابل 50 أو 100 ريال في اليوم، مشيرا إلى أن هناك سيطرة تامة للعمالة على سوق الخضار في الباحة وللأسف السيطرة تأتي بمساعدة كفلاء العمالة ونطالب اللجنة المختصة بمتابعة السعودة أن تقوم بزيارة السوق بصورة مفاجئة للحد من هذه المخالفات التي تسببت في قطع أرزاق الشباب. من جانبه قال أمين منطقة الباحة المهندس محمد مبارك المجلي في رده على خطاب "الوطن" حول العمالة التي اكتسحت سوق الخضار وسيطرت عليه: المختصون بالأمانة يقومون بجولات رقابية على أسواق الخضار بشكل يومي وتم ضبط عدد من المخالفات وأحيلت لمكتب العمل بخطاب رسمي لاتخاذ اللازم بحقها. وأضاف أن جولات المختصين تتم في فترة الدوام الرسمي وفي حالة ضبط عمالة تمارس نشاط البيع في سوق الخضار والفاكهة بما يخالف نظام السعودة يتم تطبيق النظام بحقهم وإحالتهم لمكتب العمل كونها الجهة المختصة بذلك. من جانب آخر قال مدير مكتب العمل بمنطقة الباحة إبراهيم أحمد الزلفان في اتصال ل"الوطن" إن مفتشي مكتب العمل موجودون بشكل يومي بالميدان سواء بسوق الخضار أو غيرة، مضيفا هناك لجان مختصة بالسعودة وإذا كان هذا حال الشاب السعودي في سوق الخضار ورضي بذلك فكيف نقوم بدورنا. فيما قامت "الوطن" بالاتصال بمكتب مدير فرع التجارة والصناعة بالباحة إلا أن مدير مكتبه أفاد أنه في اجتماع وسيتم الاتصال بالمحرر إلا أن "الوطن" لم تتلق أي اتصال إلى ساعة إعداد التقرير.