"أولادي ملوا من تطميناتي ووعودي لهم بتحسن الأحوال، وتركوا دراستهم لعدم توفر مصروف يومي لهم، وأصبحنا أسرة أنهكها الفقر، والمنزل خطر يهدد حياتهم"، بهذه الكلمات التي يقطر منها الحزن والألم بدأت شريفة موسى اليامي حديثها مع "الوطن" وفي خلفية المشهد وجوه صغيرة يكسوها الحرمان وتنسكب على وجناتها الأحزان. وقد بدأت مأساة الأسرة التي تضم 11 فرداً بعدما رحل عنهم والدهم، المعلم الذي كان يعولهم وتركهم يعيشون معاناة قاسية بسبب خطأ في أوراق "المعاش" لا ذنب لهم فيه إلا أنه تسبب في حرمانهم من مستحقات والدهم المالية. وقد تقطعت السبل بأفراد الأسرة وأبت عزة أنفسهم أن تمتد أيديهم إلى الآخرين لمساعدتهم، رغم أنهم لايجدون مايسد رمقهم. و تقول الأم شريفة اليامي ل"الوطن": منذ فترة طويلة ونحن على هذا الحال فبعد وفاة زوجي أحمد حسين سفياني قبل 7 سنوات، حرمنا من التقاعد المعيشي منذ 5 سنوات وإلى الآن بسبب وفاة أم زوجي ووجود خطأ في تاريخ ميلاد أحد أبنائي. وقمنا بمراجعة أحوال "أبوعريش" فأفادونا بتحويل الموضوع إلى أحوال جازان وعند مراجعتنا لأحوال جازان قالوا لنا إنهم رفعوا الأوراق للوزارة في الرياض. وتعبت من كثرة المشاوير إلى جازان بلا فائدة، وليس لدي من يساعدني أويتابع موضوعي، وتابعت: لادخل لي الآن أؤمن به حياة كريمة لأبنائي ال11 إلا ما يعطف به علينا أصدقاء المرحوم زوجي، مستدركة بأن هذه المساعدات لاتسد رمق أطفالها، وتضيف: لم أعد أستطيع مواجهة أبنائي فقد ملوا من تطميناتي ووعودي بتحسن الأحوال والنتيجة لا أحد يلتفت إلينا وينتشلنا من حياتنا المليئة بكل أنواع المعاناة ولا أعلم هل أكافح مرض إحدى بناتي بتخلف عقلي أم أبحث عما يسد رمق بقية أفراد الأسرة الذين تركوا الدراسة بسبب عدم توفر مصروف يومي لهم، هذا بجانب المنزل الموشك على الانهيار، وقالت: أناشد المسؤولين بالوقوف معنا وسرعة إنهاء معاناتنا. ومن جهة أخرى قال مدير الأحوال المدنية بجازان علي مدخلي: استلمنا المعاملة من أحوال "أبوعريش" بتاريخ 21 من ذي الحجة الماضي، ورفعناها إلى وكالة الأحوال المدنية بالرياض بتاريخ 5 محرم الماضي، ومازلنا ننتظر ردهم إلى الآن وبإمكان الأسرة متابعة الحالة عن طريق رقم الوكالة بالرياض والاتصال على رقم 9200133 وليس لنا يد في التأخير الذي حدث لمعاملة الأسرة.