تترقب أم عبدالرحمن مكانها في الشارع، وتضع يدها على قلبها، خوفاً من أن تنفذ الجهة المالكة للمنزل الذي تسكن فيه هي وأبناؤها الخمسة، تهديدها بطردهم من البيت، مناشدة أهل الخير حمايتهم من التشرد الفقر والجوع والحرمان، الذي لازمها منذ هجرها زوجها، وتزوج من أخرى. مشاعر الألم والحزن بقلب أم عبدالرحمن، لم يكن وليد اللحظة، إذ بدأت المعاناة عندما حُكم على زوجها بالسجن قبل3 سنوات تقريباً، بسبب قضية كانت عليه، وتركها هي وأبناءها تصارع البقاء من أجل العيش، بدون ظل رجل ينفق عليهم، ويرعاهم ويوفر لهم مستلزماتهم المعيشية. وتقول أم عبدالرحمن «منذ ذلك الوقت، وأنا أصبر نفسي بأن خروجه من السجن، سيرفع عني وأبنائي المعاناة، وجاء بالفعل الفرج في شهر 5 من سنة 1431ه حيث شمله الإعفاء الملكي، وأفرج عنه قبل حوالي سنة و3 شهور، أو أكثر»، مضيفة «كنت مع موعد مع الصدمة، إذ قابلني الزوج الناكر للعشرة والجميل، واختفى عن الأنظار وهجرني من أجل أن يتزوج من امرأة أخرى، وتركني أعيش مع الضغوط والأحزان والمسؤولية التي على كاهلي من تحمل نفقة نفسها وأبنائها الخمسة. وتابعت أم عبدالرحمن «هجران زوجي لي دون أي نفقة أو مال يغنيني وأبنائي عن السؤال، جعل مني عرضة للانهيار النفسي، حيث أصبحت يائسة، والديون تلاحقني، وحاولت أن أبعث أحد الرجال الصالحين من أجل الإصلاح بيني وبين زوجي، وإقناعه بالعودة، ليس من أجلي، لكن لتحمل مسؤولية أبنائه، ودفع الإيجار حتى لا نطرد في الشارع أنا وأبناؤه، لكن قابل كل من ذهب إليه بالرفض والعدول عن الرجوع بسبب أنه تزوج حديثا، ويعيش الآن حياة زوجية، لا يريد فيها أي عبء أو مسؤولية، وكأننا مجرد هواء، يريد التخلص منه بسهولة». أضافت «كان رد زوجي بأنه يرفض الرجوع، ويرفض مساعدتي بتحمل المسؤولية تجاه أبنائه الخمسة، مما جعلني أرفع ضده قضيه نفقة، لكن للآن لم يبت فيها، وأنا في وضع سيئ جدا»، موضحة «بيتي الذي أسكن فيه من بيوت الحكومة التابعة للحرس الوطني، وأمكث فيه قبل 8 سنوات، لكن الآن لا أملك الإيجار، وانتهت المهلة المتاحة لي كي أدفعه»، موضحة أن «الضرر الحقيقي لم يلحق بي فقط من هجران زوجي لي ولأبنائي الخمسة وتركه لهم دون معين أو عائد مادي، يسد رمقهم، بل الضرر الحقيقي بدأ هذه الأيام، عندما استلمت إنذارا بإخلاء البيت، بسبب عدم استطاعتي دفع الإيجار، ولا أدري ماذا أفعل، فلم أترك وسيلة أو طريقاً إلا وسلكته، بلا فائدة، فقد ذهبت للجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي، ولكن لعدم وجود إثباتات تثبت أنه لا يوجد ولي، حال دون الحصول دون الحصول على مساعدة»، معلنة أن «المشكلة الكبرى أمامي الآن، هو السكن ولو كان بسيطا أو صغيرا، فهو الذي يمنحي الطمأنينة والأمان، وهو المأوى والطمأنينة».