للوهلة الأولى وعند الدخول إلى بلدة الدالوة الواقعة ضمن حوض جبل القارة الذي يضم عدة بلدات شرقية في واحة الأحساء، سيتبادر للأذهان أن أهلها إنما أقاموا هنا تحصّنا بالجبل، أو اتخذوه عاصماً لهم من مياه الأمطار، ولكن الحقيقة أن الجبل إنما هو أحد معضلات كثيرة يعاني منها أهل الدالوة، خاصة عند هطول الأمطار، حيث تقع البلدة أسفل الجبل وينحدر منه السيل حاملاً معه الحجارة وغيرها، لتسقط بشكل عشوائي على السكان، وهو ما حدث في أكثر من مناسبة. ولا يتوقف الأمر على السيول، بل تفتقر البلدة الهادئة إلى الخدمات البلدية الضرورية، فيما يحتاج الموجود منها إلى تطوير وإصلاح، وهو ما يشغل السكان كثيراً. وتعاني مداخل البلدة من تآكل طبقة الإسفلت، وتشقق معظمها، إضافة إلى سوء تنفيذها من قبل المقاولين الذين ينفذون مشاريع خدمية عامة، ثم يسفلتونها بأي طريقة كانت، مع مطبات متعرجة تصعّب المرور، وقال المواطن حسن المشرف، وهو أحد سكان البلدة، "إن الشوارع لم تعد سفلتتها منذ أنشائها قبل عقدين من الزمان، مع مطالبتنا لبلدية العمران التي تتبع لها البلدة، ولكن لم يتم شيء، إضافة إلى عدم وجود أرصفة بشكل مناسب، مما يعيق حركة المرور بسبب الازدحام"، معتبراً أن مساحة البلدة التي تعتبر ضيقة تحتاج إلى تخطيط يناسب حركة المرور فيها، منبهاً إلى أن الطريق المؤدي إلى المركز الصحي خطر على المشاة من الناحية المرورية، وكبار السن لا يستطيعون قيادة السيارات، بل يكون المشي وسيلتهم مع بُعد المركز عنهم. من جهته يعتبر المواطن عبدالعزيز التريكي، أحد السكان، أن موضوع الإنارة يحتاج إلى وقفة جادة من قبل البلدية، حيث يقول: هناك أعمدة إنارة لا تعمل، وهي كثيرة ومنتشرة في الشوارع والأزقة التي تبدو مظلمة وتعتمد على إنارة مصابيح البيوت. وتكثر الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع، وتم إبلاغ البلدية عنها مراراً دون جدوى. وأشار التريكي إلى قدم مغسلة الموتى المتهالكة التي يُغسل فيها الأموات وهي شبه ميتة، على حد تعبيره، ولا تملك "الدالوة" مغسلة غيرها. المقبرة.. رُبَّ لحدٍ قد صار لحداً: وذكر المواطن حسين الموسى أن هناك مشكلة تواجه الأهالي، وهي المقبرة الجبلية، فغالبية القبور تحفر نحتاً في الأرض الصخرية، مما يعني أن القبر الواحد يتزاحم فيه الموتى، موضحاً أنها تقع أسفل الجبل، والسيل جرف قبوراً كثيرة، مما اضطرهم للحفر في منطقة رفيعة عن المجرى. ويشرح الموسى صعوبة الحفر هناك، فالأرض صخرية صلدة. وذكر أن سور المقبرة قديم وآيل للسقوط ولم يتم حتى الآن استبداله أو إقرار مشروع تسوير لها. "الوطن" حاولت التواصل مع المجلس البلدي للأحساء للاستفسار عما قاله السكان، غير أنها لم تحصل على جواب.