عودة "الربيع" إلى فياض وشعاب المناطق الشمالية التي اخضرت هذا العام بعدما غاب عنها لنحو عقد من الزمن، أعادت إحياء أفكار الحفاظ على الغطاء النباتي بتسوير الفياض لتجنيبها عبث سيارات المتنزهين ومرتادي البر، وزادت من الثقافة البيئية بين الأهالي، الذي ينتهجون أسلوب "تدليع" الربيع ويحرسون الفياض المخضرة بأنفسهم. ووجدت ظاهرة نشر صور الربيع على وسائل الاتصال الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي انتقادات واسعة لأنها تلفت الأنظار إليها، فتعبث بها السيارات والمراهقون وهي في بداية ربيعها، حتى أصبح الحصول على إحداثيات مواقع الربيع أمراً صعباً هذه الأيام، ويعيد البعض ذلك إلى أن "الربيع" غائب وعودة الغائب عزيزة على النفس وكثير يخشى عليه من الوأد في بدايته قبل حتى إن انتهى "البرد" القارس الذي تعيشه منطقة الحدود الشمالية. وقد اضطر عدد من مربي الماشية بمحافظة رفحاء إلى حماية الفياض والمتنزهات البرية بأنفسهم من عبث المراهقين الذين يستخدمونها أثناء فترة نزول الأمطار كساحات للتفحيط والاستعراض، مطالبين في الوقت نفسه فرع وزارة الزراعة بتسوير الفياض ومنع دخول السيارات فيها للحفاظ على الغطاء النباتي فيها من عبث المراهقين والمفحطين. وأبدى عدد من مربي الماشة انزعاجهم الكبير في حديثهم ل "الوطن" أمس، من بعض المتنزهين الذين تسببوا في تدهور الغطاء النباتي في الفياض التي بدأ ربيعها مبكراً، مشيرين إلى أن بعض المتنزهين لا يعي مسؤوليته الاجتماعية في حماية الفياض والمتنزهات البرية الطبيعية من العبث ولا يبالي بضرر الدخول بمركبته داخل الفياض والتجول فيها مما ينتج عن ذلك موت الأعشاب التي تمر عليها إطارات مركبته. وأكدوا أن بعض المراهقين يستخدم الفياض والمتنزهات البرية الطبيعية أثناء فترة نزول الأمطار وفصل الربيع كساحات للتفحيط، لافتين إلى أنهم اضطروا إلى حماية الفياض والمتنزهات البرية القريبة من مكان ماشيتهم بأنفسهم من عبث العابثين بالغطاء النباتي على حد وصفهم، حيث يقول بعضهم بالمرور على المتنزهين والطلب منهم بإخراج سياراتهم من الفياض، مطالبين بوجود فرق رقابية من فرع وزارة الزراعة أثناء فترة إجازة نهاية الأسبوع في الربيع في الفياض والمتنزهات البرية التي يرتادها الناس، ومخالفة العابثين بالغطاء النباتي. وأكد عبدالله العامر أن بعض الفياض والشعاب القريبة من محافظة رفحاء خلت من بعض النبات التي كانت تنبت فيها ومعروفة بها بسبب كثرة العبث فيها من قبل بعض المتنزهين كدخول الفياض بمركباتهم والتفحيط داخلها، مضيفاً أن الرعي الجائر والاحتطاب أديا أيضاً إلى تدهور الغطاء النباتي بالمنطقة، مشيراً إلى أن الحل يكمن في جعل بعض الفياض والمتنزهات البرية محميات مسورة يمنع دخول السيارات إليها. ومن جانبه، أوضح مدير فرع الزراعة بمحافظة رفحاء المهندس سعود فهيد العتيبي ل"الوطن" أن إدارته انتهت من تسوير فيضتين هما فيضة "أم العصافير" وفيضة "العاقولة" جنوب رفحاء، مضيفاً أنه تم اعتماد هذا العام تسوير فيضة وشعيب هما شعيب "المناشبي" جنوب رفحاء وفيضة "نقذة" شمال رفحاء، مشيراً إلى أن الهدف من التسوير أو ما يسمي ب "التبتير" هو المحافظة على الغطاء النباتي ونشر البذور للاستنبات والإكثار من تكاثر الأشجار والشجيرات في الفياض والشعبان المسورة بحيث تكون هذا الفياض والشعبان متنزها للمواطنين.