سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مربو الماشية في "الحدود الشمالية" يطالبون بدعم إضافي للأعلاف الرئيسية.. ويتهمون البلدية بالتسبب في نفوق ماشيتهم "الزراعة": التربية العشوائية من قبل الملاك تسببت في نفوق الماشية ونقلت العدوى والأمراض بين الأغنام بسرعة كبيرة
قال مربو الماشية في منطقة الحدود الشمالية، إن غلاء الأعلاف خلال الفترة الحالية يقف عائقاً أمام نمو النشاط وازدهاره في المنطقة، مطالبين بدعم إضافي وعاجل للأعلاف يخفف من المعاناة التي يعيشونها. وأشاروا في حديث ل "الرياض" إلى أن الأعلاف البديلة التي يسوق لها البعض تمثل تهديداً مباشراً لصحة المواشي وتتسبب في نفوقها، وذلك لاحتوائها مواد كيميائية مركزة لا تصلح للاستهلاك الحيواني، ولنقص القيمة الغذائية فيها. وتعد مهنة تربية المواشي بمنطقة الحدود الشمالية ركيزة أساسية داعمة لاقتصاد المنطقة، وتحتل "الحدود الشمالية" المرتبة الأولى في مهنة الرعي بين مناطق المملكة، لاحتوائها أكثر من خمسة ملايين رأس من الماشية. وأوضح راضي عيد الشمري أحد كبار مربي الماشية في المنطقة، إن النشاط يتطلع إلى دعم إضافي من قبل الحكومة للأعلاف الرئيسية بشكل مباشر بعد الزيادة السريعة والمبالغ فيها لأسعارها. ولفت الشمري إلى وجود جزء كبير من الأعلاف البديلة غير صالحة للاستهلاك الحيواني لاحتوائها على مواد كيميائية عالية التركيز قد تكون قاتلة في بعض الأحيان. وفيما يتعلف بتعاون فروع الزراعة بالمنطقة مع مربي الماشية قال الشمري: "جهودها ملحوظة لكن كبر مساحة المنطقة وكثرة المواشي وانتشارها تستوجب تفاعلاً أكبر وموظفين وكوادر طبية ميدانية أكثر وتوفير للأدوية، نظراً لأن معظم الأدوية التي لديهم تنتهي صلاحيتها دون الاستفادة منها، وأن التطعيم للمواشي لا يتجاوز ما يقارب من 2% فقط من مجمل الأغنام". وأضاف:"نعتمد بالكامل على شراء أدوية مواشينا من الصيدليات البيطرية الأهلية بأسعار مرتفعة، وبعض الأدوية التي نقتنيها مغشوشة، وذلك بسبب قلة الرقابة على تلك الصيدليات، وحقيقة لا يوجد لنا مع وجود هذه الأزمات سوى النظر إلى تلك المواشي وهي تموت واحدة تلو الأخرى لأسباب عديدة منها سوء بعض الأعلاف وما تحويه من مواد ضارة فقد نفق من ماشيتي في الآونة الأخيرة ما يقارب 300رأس". من جانبه، تحدث حسن عشيش الشمري عن أهمية إيجاد المصانع المساندة في المنطقة، مبيناً أن إيجاد مصانع للنسيج ولبيع الصوف أو مصانع للألبان، قد تخفف على مربي الماشية بعضاً من الخسائر التي تكبدوها جراء نفوق أغنامهم، وغلاء الأعلاف، وتحقق الاستفادة من المنتجات الأخرى المتوافرة في الأغنام. وأشار إلى تفشي الأمراض في الأغنام مؤخراً، ونفوق أعداد كبيرة منها في المنطقة، بسبب استخدام الأعلاف البديلة التي لا تحوي على قيم غذائية جيدة، في الوقت الذي يضطر فيه ملاك الماشية لتقديم هذه الأعلاف لماشيتهم بعد غلاء الأعلاف الرئيسية بشكل مبالغ فيه. وزاد: "الغلاء سبب عزوفاً كبيراً لدى مربي الماشية عن الاستمرار في تربيتها، والكثير منهم يود التخلص من ماشيته، نظراً لعدم جدوى تربيتها من الناحية الاقتصادية". على الصعيد نفسه، أرجع المهندس صالح بن حسين الصغير مدير عام الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة الحدود الشمالية، نفوق الماشية في المنطقة خلال الفترة الأخيرة، إلى الأمراض التي أصابت الماشية تبعاً لطريقة التربية الكثيفة والمتجاورة والعشوائية التي ينتهجها بعض المربين، مايتسبب في سرعة انتقال العدوى من حيوان لآخر وخصوصاً في الأمراض الفيروسية والبكتيرية. وتابع "طريقة التربية العشوائية تسببت في نفوق الماشية بشكل ملحوظ، مع عدم تحصينها من قبل مربيها في الوقت المناسب، ونحن نحث ونوجه المربين باستمرار عند مراجعتهم للإدارة بالمحافظة على برامج تحصين أغنامهم وإضافة الأملاح المعدنية والفيتامينات لها ورش الأغنام بصفة دورية خاصة بعد جز الصوف للقضاء على الطفيليات الخارجية والجرب والمطالبة بتوخي الحذر وعزل الأغنام المشبوةة ونقوم كذلك بتوزيع النشرات التوعوية الدورية لهم". وبين الصغير أن أعداد الماشية بأنواعها يفوق 5ملايين رأس من الأغنام في المنطقة، غير أن تواجد هذه الأعداد متفاوت وموزع على المنطقة تبعاً للمرعى الخصب فيها، مبيناً أنه يتعين علينا في ظل هذا العدد الهائل التعامل والتفاعل مع الجميع وتقديم الخدمات لهم سواء كانوا مربين أو تجار. ولفت إلى وجود نقص في عدد الوحدات البيطرية في المنطقة خلال الفترة الحالية، ما يسبب تأخراً في وصول الخدمات لبعد المسافات المخدومة من قبل إدارته، موضحاً أن هناك سعي من قبلهم لافتتاح وحدات بيطرية في المستقبل القريب. وأضاف: "انتشار العيادات والصيدليات البيطرية الأهلية يدل على وعي مربي الماشية بالمنطقة فهي مساندة وداعمة للعمل الحكومي من حيث توفير الأدوية البيطرية والفيتامينات والأملاح المعدنية". وعن قلة أعداد الأطباء البيطريين الميدانيين، أوضح الصغير أن العاملين في الإدارة العامة والفروع التابعة لها لا يتجاوز سبعة أطباء بيطريين وعشرة مساعدين بيطريين وتم الطلب مؤخراً من المسؤولين بالوزارة وتجاوبوا بدعم الإدارة بشكل مباشر وتم تزويد الإدارة بطبيبين بيطريين وتم الرفع لعدد من المساعدين البيطريين للتعاقد معهم حتى يتم تثبيتهم لاحقاً. وفيما يختص بالمخاطر البيئية التي تتعرض لها الفياض في منطقة الحدود الشمالية، ذكر أن المعاناة مازالت مستمرة مع الاحتطاب والرعي الجائر فالتعدي ملحوظ على أشجار الطلح والسدر مع ما تقوم به الوزارة ممثلة بإدارة الموارد الطبيعية من تحسين وصيانة دورية للمراعي وإعادة تنميتها وعمل المحميات (مسيجات) لتنمية نباتات المراعي عن طريق زراعة البذور أو الشتلات الرعوية داخلها إلا أنه وبسبب كثرة التعديات على هذه المحميات فثمرة هذه الجهود مازالت غير المأمولة لذا نرى أن منع الرعي فيها لفترات يساعد على إعادة نمو النباتات والحفاظ عليها حتى يكتمل نموها ونثر بذورها بشكل كثيف مما يزيد من فرض النمو ولو مع وجود أمطار قليلة. ولفت الصغير إلى أنه من العام الماضي بدأوا في تسوير عدد من الفياض كفيضتي العاقولة وزم عصافير جنوب محافظة رفحاء وسيتم استلامها من المقاول خلال الأسابيع القادمة، وعن عدم وجود مزارع لتربية الماشية في المنطقة تحدث الصغير أن عدم توافر مزارع لتربية المواشية على نوع محدد من الأعلاف دون غيره وعدم التنويع في أنواع ومصادر هذه الأعلاف لتلبية احتياجات المواشي من العناصر الغذائية والأملاح للنمو الجيد وتقوية جهازها المناعي ضد كثير من الأمراض. وتحدث الصغير عن مسيرة فروع وزارة الزراعة في المنطقة منذ نشأتها، وقال: "منطقة الحدود الشمالية حظيت كغيرها من مناطق المملكة باهتمام المسؤولين، إدراكاً منهم بأهمية المنطقة في مجال تربية الثروة الحيوانية فقد قامت وزارة الزراعة والمياه سابقاً بإنشاء مكتب تحسين المراعي عام 1383ه للعمل على تحسين المراعي وعمل المسجات الخاصة للمحافظة على الغطاء النباتي وعمل العقوم الترابية بالإضافة إلى الخدمات البيطرية والإشراف على الآبار الخاصة بمياه الشرب بالهجر والقرى والمراكز ولزيادة وتطوير الخدمات التي يقدمها تم رفع مستواه إلى فرع الزراعة والمياه بعرعر وكان مرتبطاً بمديرية الزراعة والمياه بمنطقة الجوف". وتابع "لتلبية احتياجات المنطقة تم رفعه إلى مديرية الزراعة والمياه بمنطقة الحدود الشمالية حتى عام 1423ه ليفصل قطاع المياه عن الوزارة ويرتبط بها عدة فروع كفرع الزراعة والمياه بمحافظة رفحاء وفرع الزراعة بمحافظة طريف والمحجر الحيواني والنباتي بمحافظة طريف والمحجر الحيواني والنباتي بمركز جديدة عرعر والوحدة البيطرية بلينة".