تسبّبت الحرارة العالية وانشغال الصيادين بالتجهيز لموسم الروبيان مطلع أغسطس المقبل في موجة ارتفاع شهدتها أسواق الأسماك في المنطقة الشرقية في الفترة الحالية. وشهد سوق الأسماك المركزي في القطيف الذي يُعتبر أكبر سوق من نوعه على مستوى منطقة الخليج العربي؛ ارتفاع أسعار العديد من انواع الاسماك وعلى رأسها سمك "الكنعد" الذي وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 50 ريالاً، وهو سقف لم يصل إليه طيلة أيام السنة. وأوضح مجموعة من البائعين في السوق تحدثت إليهم "الوطن" الأسباب التي أدت إلى هذه الارتفاعات الاخيرة. ويقول محمد آل غزوي ( بائع سمك في السوق منذ 30 عاماً ) إن حرارة الصيف المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية أحد اسباب شح الأسماك في سوق القطيف المركزي. وقال "إن الصيادين منشغلون الآن بالتجهيز لموسم الروبيان الذي يبدأ شهر أغسطس، ولهذا فإن أكثر من نصف مراكب الصيد لا تنزل البحر حالياً." وكرر المعنى نفسه البائع حسن الميلاد ، إذ أرجع ارتفاع الأسعار إلى الأحوال الجوية المتقلبة في البحر وارتفاع درجة الحرارة التي يصعب معها الصيد ويتقلص بسببها حجمه ، موضحاً أن بعض المقيمين لجأوا إلى شراء سرطان البحر المعروف محلياً ب "القبقب" نظراً لرخص سعره الذي يصل الى 5 ريالات للكيلو، عوضاً عن شراء السمك. أما البائع حيدر آل علوي فقد عبر عن أسباب صعود أسعار السمك بمفردات اقتصادية حين قال " ترجع الاسباب إلى قلة العرض وتزايد الطلب في هذا الوقت من العام" ، لكنه أوضح أن الباعة في السوق يلجأون إلى استيراد السمك من بعض دول الخليج للتعويض عن نقصه في السوق المحلي ، ومع ذلك يتزايد الإقبال عليه ، لانخفاض سعره مقارنة بسمك القطيف. في حين ألقى البائع حسين العسيف باللائمة على العمالة الوافدة المزاحمة للمواطنين في البيع لحسابها الخاص ، معتبرا إياها مع ارتفاع الحرارة سببا إضافيا لزيادة الأسعار بسبب اتفاقيات البيع الضمنية للسيطرة على السوق. واقترح العسيف أن يبدأ حراج السمك بالقطيف بعد صلاة المغرب لتجنب حر الظهيرة المرهق.