ودع أهالي العاصمة المقدسة أمس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الأسبق وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ محمد بن عبدالله السبيل، الذي توفي مساء أول من أمس، حيث أديت الصلاة على جثمانه عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام، وأم المصلين الشيخ ماهر المعيقلي. وحضر تشييع ومراسم الدفن عدد من المسؤولين والمشايخ وطلبة العلم، وتم نقل الجثمان إلى مقبرة العدل حيث ووري جثمانه الثرى مع مفتي عام المملكة السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ محمد العثيمين. وعبر أبناء الفقيد عن شكرهم لكل من واساهم في فقيدهم الغالي، سائلين الله له الرحمة والمغفرة، مؤكدين أن الفقيد أمضى حياته في خدمة الدين والوطن. وأعرب نائب رئيس الحوار الوطني الدكتور راشد الراجح عن تعازيه وخالص مواساته لأبناء الفقيد، مؤكدا أن الفقيد أمضى حياته في خدمة دينه ومليكه ووطنه حيث تقلد العديد من المناصب ومنها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والتي أمضى فيها قرابة ال20 عاما، مشيرا إلى أن له إسهامات عديدة في العديد من القضايا. فيما أوضح نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم أن الفقيد - رحمه الله - كان عضوا في هيئة كبار العلماء حتى عام 1426، وعضوا في المجمع الفقهي، ورئيسا أو عضوا في عدد من الجمعيات الخيرية. وذكر أنه كان من رواد التعليم الأوائل ذوي الأثر الطيب والتأثير الملموس، مبينا أن طلابه كانوا يتنافسون في حضور دروسه من دون كلل أو ملل، وذلك لغزارة علمه وحسن أسلوبه، وقدرته على إيصال المعلومة وبشاشته وسماحته. وبين أن منزله في بريدة كان مفتوحا لطلاب العلم والمحتاجين والقادمين من البكيرية وغيرها، منهم من يسكن فيه لطلب العلم، ومنهم من يأتي للعلاج، وفيهم الغني والفقير والمحتاج، مضيفا "قد عشت في منزله في بريدة ردحا من الزمن، وأفتخر بذلك لأنه كان لي نعم الأب والمعلم والمربي والصديق ثم الرئيس".