يشيع المسلمون بعد عصر اليوم، الشيخ محمد عبدالله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام السابق (88 عاما) بعد الصلاة عليه في الحرم المكي الشريف. الشيخ السبيل -رحمه الله- تزيد فترة إمامته وخطابته وتدريسه في المسجد الحرام على 40 عاما (1385ه)، وفي تلك الفترة كان رئيسا للمدرسين والمراقبين في رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام للشؤون الدينية (حاليا بمسمى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي) التي أصبح رئيسها (1411ه)، ومن قبل نائبا لرئيسها عندما كانت بالمسمى القديم (رئاسة الإشراف الديني على المسجد الحرام) (1393ه)، ثم أحيل إلى التقاعد حسب رغبته عام 1422ه . ويعد أحد أبرز فقهاء الأمة وعلمائها، حيث تميز بالرسوخ في العلم وقوته، فكان بتلك الخلفية العلمية مرجعا شرعيا لمسلمي العالم، وكان محل اهتمام العلماء والمؤسسات الشرعية؛ فعلى المستوى المحلي هو عضو في هيئة كبار العلماء، وعضو في مجلس الدعوة والإرشاد، وعضو في لجنة التوعية الإسلامية في الحج، وعلى المستوى الدولي كان عضوا في المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي، وفي العديد من الهيئات الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، وذلك الذي جعله يقدم الكثير من الأبحاث الفقهية العلمية للمجمع الفقهي والرسائل العلمية العملية، مثل: مشاركة المسلم في الانتخابات مع غير المسلمين.. شروطها وضوابطها الشرعية، حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية، حكم الاستعانة بغير المسلمين في القتال، الرد على القاديانية، إضافة إلى ديوان الخطب ومؤلفات حول الفرائض والنحو والصرف، وفتاوى وأجوبة على بعض المسائل الدينية منها التي كان يفتي بها في برنامج (نور على الدرب) في إذاعة القرآن الكريم، ومن أبرز مؤلفاته: خطب من منبر المسجد الحرام، بيان حق الراعي والرعية، حد السرقة، الخط المشير إلى الحجر الأسود ومدى مشروعتيه، دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فتاوى ورسائل مختارة. ويحظى بشعبية كبيرة من أبناء الأمة الإسلامية، فحين يسافر إلى خارج المملكة فإنه يحظى بترحاب كافة أطياف المسلمين في الدول التي يزورها، ومعظم تلك السفريات كانت بناء على تكليف له للقيام بواجب الدعوة الإسلامية، يراعي في فتاواه أبناء الأقليات المسلمة وظروف المجتمعات الإسلامية في الغرب سواء في إجاباته على أسئلتهم عبر الإذاعة أو عبر الرسائل التي تصله من المسلمين في أنحاء العالم، فكان يجعل يوم الخميس من كل أسبوع للرد على المسائل التي تصله من خارج المملكة، خاصة أنه يعتبر أن بعضها يحتاج لمراجعة بعض كتب العلم والحدث والفقه، وكان في خطبه في المسجد الحرام أو أحاديثه الصحافية يعرض القضايا الاجتماعية كداء ثم يضع لها الدواء. الشيخ محمد بن عبدالله آل عثمان الملقب ب(السبيل)، من قبيلة بني زيد المشهورة، وبني زيد من قضاعة، وقضاعة من قحطان، ولد في (البكيرية) في منطقة القصيم عام 1345ه (1925م)، وحفظ القرآن الكريم على يدي والده والشيخ عبدالرحمن الكريدس، وقرأ التجويد على الشيخ سعدي ياسين، وتعلم القراءة والكتابة في الكتاتيب، وألحقه والده بحلقات الدرس لمشايخ العلم في القصيم آنذاك ليدرس على أيديهم النحو والقواعد العربية والفرائض والحديث والتوحيد والفقه والتاريخ، أشهرهم: القاضي الشيخ محمد المقبل، وأخوه الشيخ عبدالعزيز السبيل، والشيخ محمد بن عبدالرحمن الخزيم، والشيخ محمد بن صالح الخزيم، والشيخ عبدالله بن محمد بن حميد. وكان الشيخ السبيل قد بدأ حياته العملية 1367ه مدرسا للفقه والتوحيد والنحو وجزء من الحساب في أول مدرسة في بلدته البكيرية، ثم مدرسا في المدرسة السعودية (1367ه)، ثم المدرسة العزيزية (1373ه)، ثم في أول معهد علمي في بريده.