تشهد الأيام القليلة المقبلة حركة دبلوماسية نشطة تستهدف التركيز على أمرين الأول، هو بحث إمكانية العودة إلى المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية المباشرة أما الثاني فهو الوضع في قطاع غزة بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الزاعم تخفيف الحصار المفروض على القطاع. ويصل المنطقة اليوم الجمعة المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط السيناتور جورج ميتشل الذي سيعرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم غد "خطوات" تمت بلورتها بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية يأمل الأمريكيون أن تسهم في قرار فلسطيني ببدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين. وسيتزامن وصول ميتشل مع وصول وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون التي ستبحث مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي سبل دفع العملية السلمية إضافة إلى بحث الأوضاع في قطاع غزة بعد قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير بتخفيف الحصار على القطاع ، حيث ستقوم أشتون بزيارة إلى غزة. وتتبع زيارة أشتون إلى غزة زيارة أخرى من المقرر أن يقوم بها عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى غزة في وقت لاحق من هذا الشهر من أجل الاطلاع على الأوضاع في القطاع. وبعد غد الأحد سيصل كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى مصر للقاء الرئيس المصري حسني مبارك وسط تأكيدات فلسطينية على أن برنامج الزيارة إلى مصر لا يتضمن أي لقاء فلسطيني- إسرائيلي بعد توقعات لقاء بين عباس ونتنياهو. ومن المقرر أن يعقد عباس بعد انتهاء هذه الاجتماعات ، سلسلة من اللقاءات القيادية للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الثوري لحركة (فتح) واللجنة المركزية لحركة (فتح) من أجل بحث مجمل التطورات الجارية وسط ميل فلسطيني لعدم الذهاب إلى المفاوضات المباشرة في هذه المرحلة. وستتكلل مجمل هذه التحركات بلقاء للجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في مصر في الثلاثين من الشهر الجاري من أجل تقييم التحركات السياسية وبحث المطلب الأمريكي بالذهاب إلى المفاوضات المباشرة في أقرب وقت ممكن. ويتزامن هذا التحرك مع نوايا أمريكية وإسرائيلية بالانتقال بالمفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة،وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني في ظل عمليات الاستيطان في القدس والضفة وفي ظل عمليات هدم وتجريف المنازل الفلسطينية. وقالت حركة فتح أمس إنه يجب ألا يحدث انتقال إلى مرحلة المحادثات المباشرة قبل أن يحدث تقدم في المحادثات غير المباشرة. وألقت فتح باللائمة على "غياب المصداقية" من جانب إسرائيل في عدم إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة التي تجري منذ شهرين بوساطة ميتشل. وأكدت على موقفها "القاضي بضرورة إحراز تقدم في ملفي الحدود والأمن قبل الحديث عن الانتقال إلى المفاوضات المباشرة" وطالب الفلسطينيين بالالتفاف حول قيادتهم.