فيما توجد ورش لصيانة السيارات والنجارة والحدادة أسفل المباني في بعض الأحياء السكنية في جدة، حيث يشكو قاطنوها من أنها تعد مصدرا للتلوث، حيث تتسبب في إزعاجهم وتشوه منظر الأحياء، أكدت أمانة جدة أن هذه الورش غير مسموح بوجودها داخل الأحياء. وأوضحت في رد لها عن استفسارات "الوطن" من خلال مركزها الإعلامي، أنه في حالة وجود ورش غير نظامية أو وجود ضرر منها يتم تقديم شكوى رسمية إلى رئيس البلدية الفرعية، وبلاغ إلى غرفة عمليات الأمانة 940 بمضمون الشكوى ومتابعة الإجراءات المتخذة بموجب رقم البلاغ. وأضافت أنه في حال عدم اتخاذ أي إجراء بخصوص الشكوى، يتم تقديم بلاغ بذلك على بوابة الأمانة الإلكترونية، لإكمال اللازم من قبل الأمانة نظاما. وأشارت إلى أن وزارة الشؤون البلدية والقروية، قد وضعت ضوابط ومعايير فنية وبلدية للترخيص لهذه الأنشطة، مبينة أن هناك اختلافا بين اشتراطات ومتطلبات الترخيص لكل نشاط بناء على نوع الخدمة المقدمة، وعدم وجود أي ضرر منه على الجوار. وفي جولة ل"الوطن" في حي السلامة بقطاعاته الثلاثة، تم رصد ورش أسفل بنايات سكنية في بعض شوارع التجارية الداخلية وسط الأحياء. من جهتهم، شكا بعض قاطني هذه البنايات من وجود عمالة أسفل بنايات آهلة بالسكان، مما يسبب قلقا لهم، إضافة للإزعاج الذي تسببه تلك الورش لهم. وأوضح المواطن علي سعيد الزهراني في حديث إلى "الوطن"، أنه يسكن الحي منذ 25 عاما، مشيرا إلى أنه تقدم وجيرانه بشكاوى عدة، لفرع بلدية جدةالجديدة من تضررهم من وجود مثل هذه الورش أسفل بنايات السكن. وأضاف أنه على الرغم من أنهم طالبوا بنقلها إلى المنطقة الصناعية، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، مشيرا إلى أنهم تلقوا وعودا بإيقاف منحهم التراخيص حال انتهائها ونقلهم للمنطقة الصناعية. واستغرب من وجود هذه الورش بين مطاعم وبوفيهات وبقالات ومحلات تجارية أخرى طيلة هذه المدة، مشيرا إلى أن بعض هذه الورش كانت في وقت سابق محلات تجارية وتحولت الى ورش صناعية مع ضيق مساحاتها. وفي موقع آخر بالقرب من ميدان رامي بحي السلامة، أبدى المواطن سامي سعيد الحربي استياءه من ظاهرة وجود مثل هذه الورش وسط الحي وأسفل المبنى الذي يسكنه، وما تسببه من إزعاج جراء طرق وسحب الحديد، خاصة في ورش الميكانيكا الخاصة بالسيارات، وما ينبعث منها من غازات وأدخنة تزكم الأنوف. فيما التقط منه أطراف الحديث جاره محمد حسن الأفندي بقوله: "تسبب هذه الورش زحاما شديدا للسكان من خلال إيقاف المركبات المعطلة في مواقف البناية وأمام أبواب هذه الورش وعلى طول الشارع الداخلي في الحي". وحذر من خطورة أنابيب الأوكسجين التي تستخدم في عمليات اللحام، حيث تتسبب في حدوث انفجار أو حريق في أي لحظة، متذكرا حريقا طال إحدى هذه الورش في أعوام سابقة، وما تسبب فيه من ذعر وحالات اختناق لسكان البناية التي يسكنها. فيما يرى المواطن خالد الأنصاري، أن وجود مثل هذه الورش وسط الحي يساعد السكان في إصلاح أعطال مركباتهم قريبا منهم، ويخفف عليهم عناء وتكاليف نقلها إلى المنطقة الصناعية. بينما لفت جاره محمود أحمد كلكتاوي، إلى أن عمالة الورش تتسبب في اتلاف سجاد المسجد، حيث يقدمون إلى الصلاة بملابس العمل.