تصاعدت حدة الشكاوى من قبل عدد كبير من المواطنين في الطائف، المعترضين على وجود ورش السيارات المحيطة بمنازلهم، مسببة الإزعاج والضجيج وتلوث البيئة، وأوضحوا أن منازلهم أصبحت تتسم بالضوضاء والضجيج خاصة في أوقات خلودهم للنوم والراحة. وطالب السكان الجهات ذات الاختصاص بوضع آلية تكفل نقل الورش خارج النطاق العمراني، وتطبيق الأنظمة واللوائح الصادرة بذلك، القاضية بنقل الورش إلى المنطقة الصناعية شرق المحافظة. سالم القثامي قال «إزعاج الورش وعمالتها أجبروني على ترك منزلي والسكن بالإيجار في مكان آخر، خاصة وأننا كنا لا نعرف طعم الراحة بأسباب وجود ورشة حدادة بجوار منزلي، فصوت الحديد واللحام أقلق أطفالي مع وجود عمالة وافدة لا تعرف أوقات راحتنا ولا تراعي مشاعرنا وحقوقنا، كما يتسببون في الكثير من الفوضى والمضايقات أمام أبواب منازلنا، ولا نجد للراحة طعما من الضجيج». ويقول المواطن خالد الغامدي «جهود البلدية واضحة للعيان، إلا أن مناظر الورش المبعثرة في أحياء الشهداء الشمالية ونخب والوشحاء واليمانية والبخارية، لا تتواكب مع ما وصلت إليه محافظتنا من نقلة حضارية رائعة في شتى المجالات». وأضاف «لا أرى مبررا لبقاء تلك الورش بعد اليوم داخل الأحياء السكنية، خاصة مع وجود منطقة صناعية خاصة بالورش شرق المحافظة، والتي انتقلت إليها معظم الورش، وذلك نظرا لما تسببه من ضوضاء وإزعاج وأضرار للبيئة». ويؤكد المواطن عويض الثقفي أن وجود مثل هذه الورش بالقرب من المناطق السكنية والمحلات التجارية يشكل خطرا كبيرا، خاصة في حال وقوع حريق أو انفجار في تلك الورش، كما أن وجود الورش بجوار المحلات الغذائية والمطاعم أصبح منظرا مألوفا لدى أبناء هذه الأحياء، ولا أحد ينكر ما ينتج عن هذه الورش من أضرار على المواطن والبيئة، حيث ينبعث منها دخان واحتراق وتبخر لبعض المحروقات وتطاير لرذاذ الطلاء، ولا يمكن تخيل مناظر ومخلفات تلك الورش. وقال المواطن محمد الثبيتي «نعاني الأمرين من الورش وأضرارها الجسيمة منها ما هو نفسي وما هو عصبي وما هو فسيولوجي، فالأصوات المزعجة المنبعثة منها لها تأثير ضار على سكان الحي، وقد تسبب ضعفا مستديما في السمع، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الكوليسترول الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين والشعور بالصداع المستمر، واضطراب عمليات الهضم والإصابة بقرحة المعدة والإثني عشر (أمراض العصر) ولا يستبعد العلماء المختصون أن يمتد تأثير الأصوات الصاخبة إلى خلايا المخ مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة». من جانبه أوضح مسؤول في أمانة محافظة الطائف أن هنالك تعليمات عليا تنص على عدم منح ترخيص جديد لممارسة نشاط الورش الخاصة بالمركبات داخل الأحياء السكنية، كما ينص على تجديد رخص النشاط للورش المنشأة في وقت قديم، وامتد إليها العمران وأصبحت واقعة بداخل الأحياء السكنية، مشيرا إلى أن التعاميم تنص على إيجاد بيئة مناسبة لأي نشاط.