أكد الأكاديمي وزير التعليم العالي الأسبق في دولة قطر الدكتور محمد عبدالرحيم كافود، أن المرض الأساس في ثقافتنا العربية، هو الكذب والنفاق على جميع المستويات، خاصة في النخب الثقافية، مضيفا في رده على سؤال "الوطن": إذا استطعنا إصلاح هذا الخلل الثقافي، فإن جميع الأمراض من السهل بعد ذلك القضاء عليها. جاء ذلك خلال تكريمه أول من أمس في اثنينية عبدالمقصود خوجة. وقال كافود: إن ما يشغلني الآن هو الإشكاليات التي تواجهها الثقافة العربية والإسلامية، وتبين لي أن ثقافتنا مهلهلة، لا يجمعها نسيج واحد وتفتقر للتسامح، وهو ما دلت عليه ممارسات العنف في ثورات الربيع العربي، فهناك خلل واضح في منظومتنا الثقافية على مستوى المجتمع الواحد وعلى مستوى الأمة، ويمكن أن أقول: إنه لا تتوفر قواسم ثقافية مشتركة يلتقي عليها المجتمع، وهذا يدل على فشل مؤسساتنا على المستويين المحلي والعربي. وخصص كافود جزءا من حديثه للثقافة في منطقة الخليج العربي وقال: لقد مضى 30 عاما على تأسيس مجلس التعاون الخليجي، لكن بقي على ماهو عليه منذ ذلك الوقت، فلم نستطع أن نتوحد على غرار ما حدث في أوروبا، كما أن معظم مؤسساتنا المشتركة قد توقفت أو هي شبه معطلة، فنحن نعيش في بيئة ثقافية ضبابية، لم نتمكن فيها من تجسيد ما تحتاجه مجتمعاتنا، وأولها خليج ثقافي متجانس. فالثقافة هي أهم ما يجب أن نعمل عليها؛ لإقامة قواسم مشتركة بين أبناء الخليج وبين أبناء الأمة العربية، لكن هذه الثقافة للأسف مهلهلة، وهي تنعكس على الأداء الاقتصادي والعلمي والتعليمي والتربوي، وقد وصلنا إلى شبه قطيعة على المستوى الثقافي، حيث لا نتذكر دول الخليج الأخرى إلا في احتفالات يومها الوطني، مكتفين ببث برنامج عن هذه الاحتفالات. وعرج كافود في حديثه على المؤسسات الثقافية وقال: يجب إعادة النظر في جميع مؤسساتنا الثقافية والتربوية، وعلى منظمات المجتمع المدني مسؤولية بناء ثقافة مشتركة؛ لأن ما يحدث في العالم العربي يؤكد أننا نعيش حالة ثقافية تفرق ولا تجمع. وشبه كافود المثقف الخليجي الذي يتسلم منصبا قياديا، بأنه مجرد موظف. وتابع كافود: حسب دراسة علمية، وجدت أن المرأة الخليجية أكثر قدرة من الرجل على كتابة الرواية والقصة، وهذه ظاهرة موجودة في جميع دول الخليج، وقد يعود ذلك إلى أن الرجل يمكن أن يشغل وقت فراغه في زيارة الأصدقاء أو في المقهى، بينما تبقى المرأة حبيسة جدران بيتها، ولعل نافذتها الوحيدة على العالم هو الكتاب والكتابة، ومن هنا ربما جاء تفوق المرأة في كتابة الرواية والقصة، فهن يملكن مخيلة محاصرة، لكنها مخيلة حرة خارج جدران المنزل.