أكد رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث في دولة قطر الدكتور محمد عبد الرحيم كافود أن على دول الخليج العربي إعادة النظر في مؤسساتها الثقافية والإبداعية كافة؛ بدءا من وزارات التربية والتعليم ووزارات الإعلام ومنظمات المجتمع المدني. جاء ذلك في أمسية تكريمه ليلة البارحة في إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة بحضور جمع غفير من الأدباء والمثقفين من كافة أنحاء المملكة. وقال الدكتور كافود إن هناك خللا في المنظومة الثقافية للمنطقة العربية؛ بدليل تلك الصراعات المستمرة وبما يسمى الربيع العربي وتغيير الأنظمة والصراعات الفكرية والقافية، التي أسهمت في ذلك الخلل. وأضاف: «الثقافة هي النسيج وهي القيم والهوية ومن خلالها تستطيع الأمة أن ترتقي كون الثقافة هي ذلك النشاط البشري والمصدر للهوية الحقة، مشيرا إلى أن المثقف يتفاعل مع محيطه ومجتمعه ليسهم بشكل فاعل في التغيير نحو الأفضل. وتابع: «إن الثقافة في المجتمعات الغربية أكثر وعيا وحراكا، والدليل على ذلك هو اتحادهم في الوقت الذي نبحث في مجتمعنا الخليجي عن الاتحاد منذ أكثر من 30 عاما ولم يتحقق». وجزم كافود أن عدم نجاح ذلك الاتحاد هو نتاج طبيعي عن ضعف النشاطات الثقافية في المنطقة وعدم أداء المؤسسات الثقافية لدورها في الشكل المطلوب، بل أصبحت في موقف المتفرج ونعتها بالثقافة الغائبة من حيث التواصل الفكري والثقافة والأدبي. ومضى: «المجتمع الخليجي يعيش ثقافة ضبابية لم يستطع الخروج منها ولم ينجح في مواجهة التحديات سواء الداخلية أو الخارجية بسبب أن ثقافته ما زالت مهملة، وان المثقفين لا يعون أهميتها ودورها في تنمية المجتمع على كل الصعد. وتحدث الدكتور كافود عن التجارب الثقافية في الوطن العربي التي اندثرت والتي من أبرزها مركز التراث الشعبي ومؤسسات الإنتاج المشترك لدول الخليج العربي ومركز الدراسات والبحوث بمكتب التربية العربي الذي كان يقوم بدور فاعل في تعديل المناهج على مستوى دول الخليج العربية. ولفت الدكتور كافود إلى أن منطقة الحجاز قد كانت السباقة في الثقافة من بين مناطق الخليج كافة بدليل تلك الكوكبة من المثقفين والمثقفات الذين أنجبتهم المنطقة وبرزوا في هذا المجال منذ مراحل مبكرة في القرن العشرين. من جهته، كشف الشيخ عبدالمقصود خوجة في تقديمه للدكتور كافود أن هناك فجوة عميقة في التواصل الثقافي والفكري والأدبي بين مثقفي مجلس التعاون ولا أدل من ذلك إلا نسبة المكرمين في الإثنينية من ابناء دول الخليج التي لم تتجاوز 2 في المئة. حيث كرمت الاثنينية عشرة أدباء من بقية دول الخليج على مدى 30 عاما. شهدت الأمسية عدة مداخلات من المثقفين والأدباء تناولوا فيها الهم الثقافي الخليجي والسبل الكفيلة بتجاوز معوقات التواصل بين المثقفين عبر تنشيط الفعاليات الثقافية المشتركة وصولا إلى صورة مشرقة للثقافة الخليجية.