فيما تنتظر المملكة دخول موسم "المربعانية" خلال الفترة المقبلة، تلقى أسواق الحطب في تربة والقرى التابعة رواجا، خاصة مع زيادة مهنة الاحتطاب التي ساهمت في تهديد أشجار وغابات بالانقراض بسبب كثرة الهجوم عليها بالآلات الحديثة التي ساعدت في زيادة مساحات التخريب. ولم يتوان الحطابون عن قلع الأشجار من جذوعها بكثافة وبشكل عشوائي مما أدى إلى انقراضها ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل الأمر إلى الأشجار الخضراء والمعمرة مثل السمر والسلم والتي تشتهر محافظة تربة بكثرتها، التي تساعد على مقاومة التصحر والزحف الرملي. وفي الوقت الذي أبدى فيه عدد من أهالي تربة انزعاجهم وتخوفهم من عشوائية الحطابين، أشار مدير فرع الزراعة بتربة أحمد الحربي إلى أن الاحتطاب ممنوع منعا باتا ولا يسمح بالاستثمار في التحطيب. وأكد الحربي في تصريح إلى "الوطن" أنه لن يتهاون في تطبيق النظام في سبيل المحافظة على البيئة، لافتا إلى أن هناك تعاونا مع الجهات الأمنية من أجل إيقاف أي شاحنة محملة بالحطب وتطبيق غرامة ماليه عليها. من جهته، طالب فايح البقمي - مؤسس موقع بوابة تربة الرسمي - الجهات المعنية في وقف الحطابين الذين يسعون للكسب المادي على حساب البيئة في تربة ضاربين مصلحة البيئة عرض الحائط. وأشار في حديث إلى "الوطن" أن الوضع يمثل خطورة على بيئة المنطقة، مبينا أن الحطابين لا يفرقون بين الأشجار الخضراء والأشجار اليابسة، فهدفهم - على حسب قوله - الكسب المادي بأي شكل من الأشكال، متسائلا عن سر غض الطرف عن العمالة الوافدة التي بدأت تمارس هذه المهنة بشكل عشوائي ومن دون رقيب وهل يحملون ترخيصا يسمح لهم بذلك. وطالب عدد من أهالي تربة في حديث إلى "الوطن" الجهات المعنية بإيجاد آلية معينة بالتنسيق مع الدوريات الأمنية في إيقاف أي شاحنة محملة بالحطب ما لم تحمل تصريحا وتطبيق غرامة مالية من أجل إيقاف هذه الظاهرة التي أصبحت علامة فارقة مع بداية المربعانية مع بداية فصل الشتاء. من جهتهم، أشار عدد من الحطابين إلى أنهم يسعون إلى الكسب الحلال، مفيدين بأنهم يحرصون على عدم قطع الأشجار الخضراء ويحرصون على قطع الأشجار اليابسة مؤكدين حرصهم على المحافظة على البيئة.