رغم ظروف العراق التي مرت بها خلال العقود الثلاثة الماضية إلا أن القاص والكاتب المسرحي العراقي طلال حسن يثري المكتبة العربية بأكثر من 23 كتابا للأطفال وأكثر من 1600 قصة وسيناريو ومسرحية ورواية للأطفال، تناولت محاور شتى، علمية وتربوية واجتماعية وتاريخية ووطنية. حسن قال في حديث ل " الوطن" إن المجتمعات العربية تعيش في معظمها نوعاً من الفوضى تنعكس على المجتمع كله ، وفي مقدمته الطفل والمرأة ، مستشهدا بما سماه بالفوضى الدامية على الساحة السورية ، قائلا" من الصعب على الكاتب المسرحي العربي بالذات أن يعكس في مسرحياته هذه الوحشية المقززة ، وعلينا ألا نخدع الطفل العربي ، ونصور له العالم ، بما فيه عالمه ، بأنه عالم وردي ، ولكن لعل ما نفعله هو أن ننطلق من هذا الواقع إلى التبشير بمستقبل ممكن تسوده المحبة والتسامح والسلام". وذهب حسن إلى أن الطفل العربي بحاجة الآن إلى الاهتمام بفكره وخياله، وتثبيت القيم السليمة لديه مؤكدا في ذات الوقت أن هناك تطورا متسارعا في الاهتمام بثقافة الأطفال، يقف وراءه مجموعة واعية من الكُتّاب العرب ، عمل معظمهم في ظروف صعبة وغير مواتية ، وحققوا الكثير للأطفال العرب. مضيفا بأن على مثقفي العالم العربي ، أن يعملوا على تحرير الطفل العربي من تلك الثقافة التي تعيقه،وتسحق شخصيته، وتمنعه من اللحاق بركب الحضارة ، وذلك من خلال تقديم نتاج أدبي وفني يستلهم القيم الجميلة في تراثنا وتراث الحضارات الاخرى، واسشتهد بغاندي قائلاً " علينا أن نفتح نوافذنا على الرياح من كلّ الاتجاهات ، ولكن علينا ألا نسمح لأي منها أن تقتلعنا من جذورنا ". وعن مسيرته التأليفية ذكر حسن أن كتابه الأول كان بعنوان "الحمامة" ويدور حول القضية الفلسطينية ثم تتابعت عدة كتب تشتغل بهذه القضية، ككتاب " البحر " الصادر عام " 1979 " ، وكتاب " حكايات ليث " الصادر عام " 1999 "، أما كتابه الأخير فقد صدر هذا العام 2012 عن مركز الدراسات في جامعة الموصل، ويضم خمس مسرحيات للفتيان بعنوان "هيلا يا رمانة"، وقال : " صدرت لي هذا العام 6 كتب للأطفال عن دار البراق في النجف ، وهي حكايات شعبية ، وستصدر لي عن نفس الدار 4 روايات للفتيان ، وخمسة أو ستة كتب تضم 34 قصة للأطفال، كما ستنشر الدار نفسها 50 مثل وحكاية ستصدر في أكثر من خمس كتب. وختم بأن هدفه الرئيس هو بث الروح العلمية والأخلاقية العالية، والتأكيد على قيم الأمة العربية وتاريخها الإسلامي المشرق، وقال " وباعتباري عراقياً، أكتب أيضا بشعور من الاعتزاز بتاريخ العراق القديم".