التقى مئات من السياسيين السوريين المعارضين في العاصمة القطرية الدوحة أمس، لتشكيل جبهة سياسية وعسكرية موحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وسيقوم حوالى 286 عضوا من المجلس الوطني، بتعديل نظام المجلس لزيادة عدد أعضائه وانتخاب هيئة عامة جديدة الأربعاء المقبل. إلا أن الأنظار تتجه إلى يوم الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار "اجتماع تشاوري" دعت إليه الجامعة العربية وقطر، لبحث إنشاء حكومة في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف. وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون إن مبادرة قيام كيان معارض موسع في اجتماع الخميس "يبدو أن أطرافا دولية على رأسها الولاياتالمتحدة تدعمها"، وهي تحت مسمى "هيئة المبادرة الوطنية السورية". وذكر أن هدف اجتماع الخميس هو "جمع كل المعارضة السورية للتفاهم حول أجندة وطنية وتبني وثائق المعارضة المتفق عليها والخروج بهيئة تجمع كل أطراف المعارضة". ويأتي ذلك بعد أن عبرت الولاياتالمتحدة علنا عن تحفظاتها إزاء المجلس الوطني الذي قالت إنه لم يعد يمثل كل المعارضة. وتقضي المبادرة الوطنية السورية، بتشكيل مجموعة معارضة مكونة من 50 عضوا تضم عناصر من الجيش السوري الحر، وجماعات سياسية داخل وخارج سورية. بدروه أكد رياض سيف أمس أنه لن يكون مرشحا لقيادة حكومة منفى، موضحا أن المعارضة تستعد لإنتاج "قيادة سياسية" جديدة خلال اجتماعها الخميس المقبل. وقال على هامش اجتماعات المجلس في الدوحة "لن أكون مرشحا لرئاسة حكومة منفى بأي شكل من الأشكال، أنا عمري 66 سنة ولدي مشاكل صحية". وأضاف "سأكتفي الآن بالمساعدة على تشكيل قيادة سياسة يرضى عنها الشعب السوري والعالم. والمبادرة ليست بديلا عن المجلس الوطني لكن المجلس الوطني يجب أن يكون جزءا مهما منها، فإسقاط النظام يلزمه ألف مجلس وطني". في غضون ذلك، رحبت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باجتماع المعارضة في الدوحة. وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني أمس "إن دول المجلس تعتبر انعقاد هذا الاجتماع فرصة مهمة للمعارضة للوصول إلى رؤية شمولية تحقق تطلعات الشعب السوري وتلبي مطالبه المشروعة، مما يساعد على حشد المزيد من الدعم والتأييد الدولي لقضيته العادلة". وبين أن عقد هذا الاجتماع يعكس الاهتمام الكبير والدعم المستمر الذي توليه قطر ودول مجلس التعاون لمساعدة الشعب السوري على تجاوز الوضع المأساوي والمعاناة اليومية التي يقاسيها على كافة الأصعدة في الداخل والخارج.