دفع انخفاض درجات الحرارة التي تشهدها واحة الأحساء الزراعية حاليا، مزارعي أشجار النخيل في كافة مدن وقرى الأحساء إلى التعجيل في الانتهاء من موسم جني، أو كما يعرف محليا "صرام" جميع أنواع التمور من نخيل مزارعهم، قبل أن يتعرض ذلك المحصول لفترات زمنية أطول مع الاستمرار في انخفاض درجات الحرارة وارتفاع معدلات "البرودة"، والتي تعتبر أجواء مناخية غير مواتية تماما لبقاء محصول التمور في عذوق أشجار النخيل، ويفضل قطفها حتى لا يتعرض للتلف أو انخفاض نسبة جودته. وأوضح شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي ل"الوطن" أمس، أن موسم "صرام" وتسويق التمور في مزارع واحة الأحساء العام الحالي، هو أقصر المواسم، إذ إن المزارعين، استمروا في جني محصولهم من التمور البواكير والتمور المتأخرة قرابة 50 يوما، وهي فترة قصيرة مقارنة بالأعوام الماضية. وقال إن بعض المواسم الماضية كانت تمتد لأكثر من 90 يوما ماضية، وأنه منذ دخول "الموسم"، قبل نحو أسبوعين، شرع المزارعون في التعجيل في صرام محصولهم من التمور، قبل أن تتعرض للأوبئة الحشرية أو إصابتها بالسوسة، لافتا إلى أن هذه الفترة، هي الفترة الأكثر عرضة للإصابات الحشرية بالنسبة لأشجار النخيل تحديدا - على حد قوله -. وبين أن تخزين التمور يتم عبر ثلاث طرق لضمان عدم تلفها بعد "الصرام"، وهي التعبئة "الكنز"، والتبخير وذلك من خلال رشها بالمبيدات الحشرية وفق نسب محددة، والطريقة الثالثة وهي الأفضل من خلال وضعها داخل "البرادات" بدرجات حرارة محددة ونسبة رطوبة محددة كذلك. وأشار علي العمر "مزارع" إلى أن جميع المزارعين، بدؤوا في تنظيف أشجار نخيلهم بعد موسم "الصرام"، وهو ما يعرف محليا ب"عمارة النخيل" وبعدها "تكريب النخيل"، وذلك بتقطيع الزوائد من النخلة والأشواك ورفع مخلفات النخلة للاستفادة منها في إعادة تدويرها لصناعات أخرى، وبعض تلك المخلفات تحرق لقتل الحشرات داخل المزرعة، وفي نهاية المطاف يتم تسميد النخيل من بقايا المخلفات المحترقة استعدادا لفترة تقليم وتنبيت "تلقيح" النخيل، والذي يتوقع أن يتم البدء في تنبيت النخيل للموسم الجديد في منتصف شهر محرم المقبل.