يحرص مزارعو أشجار النخيل في واحة الأحساء، على التخلص من مخلفات أشجار نخيلهم بعد نهاية موسم جني التمور، وذلك بإشعال النيران فيها، بما يعرف محلياً بإشعال "الطبائن"، مؤكدين خلال أحاديثهم أمس ل "الوطن"، أن ل "الطبائن" إيجابيات عديدة، من أهمها أنها تعمل على مكافحة الحشرات والآفات المختلفة داخل المزرعة، بجانب مساهمتها في صناعة أسمدة طبيعية، يستخدمها المزارعون في تسميد المزرعة، وهي تعتبر أفضل أنواع الأسمدة مقارنة بالأسمدة الأخرى. وقال عضو لجنة النخيل والتمور في غرفة الأحساء شيخ سوق التمور المركزي في الأحساء عبدالحميد بن زيد الحليبي ل "الوطن" أمس، إن مزارعي الأحساء، يستخدمون طريقتين لحرق "الطبائن" مخلفات النخيل والتخلص منها بطرق آمنة، وهما طبائن "المحط"، وهي طبائن كبيرة لا تقل مساحتها عن 10×10 متر مربع، وفيها يتم تجميع مخلفات النخيل بأكملها بطريقة منظمة، وتشمل كرب وسعف وجذوع وجزم وفطيات النخيل، وتضرم فيها النار بعد وضع الليف والحشائش في الأعلى وسد الفراغات، ودفنها بكميات من التراب بما يضمن إغلاق انتشار النيران إلى مواقع أخرى، وتستمر هذه النيران مشتعلة لمدة لا تقل عن 15 يوماً لضمان احتراقها بالكامل، ويتم إشعال النيران من الجهة الجنوبية لتكون متوافقة من تحرك الرياح، وبعد ذلك يتم حرث الأرض وتسميدها بنواتج الطبائن. وأضاف أن النوع الآخر من الطبائن هي "عمار"، وهي عادة تكون صغيرة المساحة ولا تتجاوز الواحدة منها 1.5× 1.5 متر مربع، ويتم تنفيذها في عدة مواقع داخل المزرعة، وتبقى مشتعلة لمدة لا تتجاوز ال 3 أيام، وهي أقل خطورة من سابقتها. وبين الحليبي، أن موعد إشعال الطبائن، بعد نهاية موسم "الصرام" جني التمور، وتستمر لمدة 3 أشهر متواصلة، وهي نوفمبر وديسمبر ويناير من كل عام، وما تعرف عند المزارعين ب "مربعانية الشتاء"، وذلك بالتزامن مع موسم انخفاض درجات الحرارة، وخلو أشجار النخيل في المزرعة من الثمار، وفيها تتوفر فرص وظيفية لكثير من العاملين في المجال الزراعي، إذ إن أصحاب المزارع يجلبون عاملين لمتابعة "الطبائن" في مزارعهم، والعمل على حرث الأرض من رماد "سماد" بقايا "الطبائن". وأكد سعيد السلمان "مزارع" أن في حرق مخلفات النخيل "الطبائن" دورة بيئية حيوية إيجابية، تبدأ مراحل هذه الدورة بحرق مخلفات النخيل، لتتحول إلى أسمدة طبيعية، وحرثها لتتكون النخلة وإنتاج التمور، وبعدها يتم حرق مخلفات النخيل، مبيناً أن المزارعين السابقين، لم يرصدوا أي إصابات حشرية داخل مزارعهم أو في أشجار نخيلهم بفعل نواتج الحرق، وكأن المزرعة تتحول إلى مزرعة جديدة بعد إخماد "الطبائن" وحرثها بنواتج الحرق. من جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة في هيئة الري والصرف في الأحساء فرحان العقيل ل "الوطن"، أن هناك نظاما متفقا عليه بين إدارة الدفاع المدني في الأحساء والجهات الزراعية في الأحساء والمزارعين لاستخدام "الطبائن" في التخلص من مخلفات النخيل، مع التأكيد على إستخدامها في حدود الأنظمة وذلك بمتابعة وإشراف من إدارة الدفاع المدني في الأحساء، مع التأكيد على اختيار مواعيد إشعالها في أجواء مناخية مواتية من أهمها عدم وجود رياح أو تقلبات جوية، معتبرا أنها بمثابة الممارسة الزراعية القديمة التي يستفاد منها في حرث الأرض وتسميدها.