فيما زاد حجم الإقبال على الشاليهات والاستراحات في العاصمة الرياض هذه الأيام، وسط نسب إشغال عالية، وتباينات مؤشرات الارتفاع والانخفاض في الأسعار، إذ ارتفعت أسعار الاستراحات شرق الرياض وتحديدا على امتداد شارع الشيخ جابر إلى 25%، وانخفضت في حي السلي جنوب شرق المدينة بنحو 30%، بينما ارتفعت أسعار الشاليهات في منطقة الثمامة ارتفاعا طفيفا ب3%. وذكر مالك إحدى الاستراحات فهد الدوسري ل"الوطن"، أن الإقبال على استئجار الاستراحات يكثر خلال موسم الأعياد، الأمر الذي ينعش السوق، مضيفا أنه تم حجز وإشغال أول ثلاثة أيام من العيد في وقت مبكر، إذ إن الزبون يحجز بفترة لا تقل عن 10 أيام لاستئجار الاستراحة، موضحا أن الإقبال زاد بنسبة 30% خلال هذه الأيام. أما أبو محمد أحد ملاك الاستراحات التي تقع شرق الرياض بمحاذاة شارع الشيخ جابر، فقال إن الإقبال خلال هذه الأيام زاد، مقدرا الزيادة ب50%، في حين أكد مشرف على أحد الشاليهات بالثمامة، أن الإقبال كثير في هذه الأيام، مشيرا إلى أن الحجوزات بدأت منذ وقت مبكر قبل نحو أسبوعين، مؤكدا أن الأسعار لم تزد كثيرا فيما يتعلق بالشاليهات في الثمامة، مضيفا أنها لا تتجاوز ال3%. من جانبه قال أبو عبدالرحمن مالك إحدى الاستراحات في منطقة السلي جنوب شرق الرياض، إن الطلب على استراحات السلي انخفض مقارنة بالمواسم الماضية، الأمر الذي خفض الأسعار إلى 30%. الاستراحات وهي المنتج العقاري الذي في الغالب يتكون من حديقة كبيرة مع غرف وصالات واسعة تستخدم للمناسبات أو لقضاء العائلات عطلة نهاية الأسبوع فيه، ويكثر الطلب عليها هذه الأيام إذ تتميز أيام العيد بأجواء عائلية واحتفالية تبعث الرغبة لدى العوائل، في قضاء أوقات الفرح والسرور بالاجتماع والاحتفاء مع الأهل والأقارب في الأماكن الترفيهية التي من أشهرها وأكثرها ارتيادا الشاليهات والاستراحات، الأمر الذي يزيد من أسعار إيجارها في هذا الموسم بالذات عن غيره من المواسم. وبالتزامن مع احتفالية عيد الأضحى المبارك تسابق الأسر الوقت للاستفادة مما تبقى من العطلة، التي تنتهي بعد أسبوع وذلك بقضاء أوقاتهم خارج المنزل. وشرق الرياض على امتداد شارع الشيخ جابر وصل سعر الاستراحة ذات مساحة ال1000 متر مربع إلى ألف ريال لليوم الواحد، بينما كانت تؤجر في الأيام العادية ب800 ريال، مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 25%، إضافة للشاليهات التي سجلت خلال الفترة نفسها ارتفاعا طفيفا. واعتبر مستثمرون في قطاع العقار السياحي، أن ارتفاع الأسعار الذي طرأ على تأجير عقاراتهم، يرجع إلى طبيعة الموسم الذي يكثر فيه الطلب والحجوزات على الشاليهات والاستراحات، مفيدين بأن موسم العيد يعوض عليهم بعض التراجعات التي يشهدها تأجير تلك المواقع خلال فترات الركود. وفي الوقت الذي كان يؤجر فيه الشاليه الواحد الذي تبلغ مساحته 800 متر مربع، ب400 ريال لليوم الواحد في غير مواسم العيد، أصبح يؤجر في أيام العيد ب600 ريال، في حين تختلف نوعية الخدمات المقدمة من استراحة إلى أخرى، إلا أن الارتفاع الذي يطرأ على الاستراحات يكون بشكل متقارب جداً، على الرغم من اختلاف مساحاتها، وتفاوت درجات الخدمات المقدمة، ووجود بعض المميزات من عدمها مثل المسابح وألعاب الأطفال وغيرها. فالاستراحة ذات المساحة 2500 متر مربع لا يقل إيجارها اليومي خلال فترة العيد عن 3500 ريال، بينما الاستراحة التي تبلغ مساحتها 1000 متر مربع يتراوح إيجارها بين 1000 و1200 ريال في اليوم، خلافا لما كانت تؤجر به خلال الأيام العادية حيث لا تتعدى مبلغ 650 ريالا. أمام ذلك، قال أبو سلطان الذي يعمل في جهة حكومية، أنه لا مناص من الذهاب إلى إحدى الاستراحات المتفرقة على أطراف المدينة، خصوصا في أيام العيد التي تشهد لقاءات يطول انتظار لحظاتها بين العائلات خاصة، حيث أصبحت أمرا ضروريا مع إطلالة كل عيد لبعض الأسر، فعلاوة على ما توفر تلك الأماكن من مساحات شاسعة وأجواء رطبة بعيدا عن ضجيج المدينة، فقد أصبحت ملاذا سهلا لقضاء أمتع الأوقات وأجملها وفرصة كبيرة لتجمع أفراد العائلة الواحدة. وأشار أبو سلطان إلى أنه ليس من المستغرب ارتفاع أسعار تأجير الاستراحات والشاليهات الترفيهية خلال أيام العيد، حيث وصفها بالعادة السنوية كل موسم عيد، لكنه لفت إلى وجود استراحات قديمة ورديئة الخدمة، تضاهي أسعار إيجاراتها استراحات أخرى تتميز بحداثتها وبجودة خدماتها.