يبدو الموقف في الولايات الأميركية الثلاث التي تشغل مقدمة قائمة الولايات التي ستحدد نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة متأرجحا على نحو يقلق قادة الحملة الديموقراطية. وقال بروس لانج وهو احد مستشاري الحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما إن هناك تبدلا قد حدث بالفعل وإن الصورة الحالية لا تبدو مشجعة كما كانت عليه قبل عدة أسابيع. وأوضح لانج ذلك بقوله "الرئيس أوباما لم يحصل على 50% في الاستطلاعات التي جرت على المستوى القومي إلا في نهاية سبتمبر وحصل منافسه الجمهوري ميت رومني في المقابل على 47%. وبعد ذلك فإن الاستطلاعات جميعا منحت رومني أو أوباما تقدما يقل كثيرا عن ذلك. وإذا نظرنا عن قرب إلى الولايات الثلاث أي أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا فسوف نجد أن هناك مبررا للقلق". وفسر لانج ذلك قائلا "خلال سبتمبر كان الرئيس أوباما متفوقا في استطلاعات الرأي العام في أوهايو 14 مرة من 15 مرة. وفي أكتوبر تفوق الرئيس في 12 من 18 استطلاعا. ويعد الموقف في أوهايو طيبا بعد بسبب وجود عمال صناعة السيارات. إلا أنه في فلوريدا وفيرجينيا يبدو سيئا". وقال الاستراتيجي الأميركي "في سبتمبر فاز أوباما في 13 من 18 استطلاعا للرأي وفي أكتوبر فإنه فاز بثلاثة استطلاعات فقط من 14 استطلاعا جرت خلال الشهر. وفي فيرجينيا فاز الرئيس في 11 استطلاعا من 12 جرت خلال سبتمبر. أما في أكتوبر فقد فاز بثلاثة استطلاعات من تسعة. أوباما يتراجع بسبب ما أطلقت عليه اسم مفاجأة أكتوبر أي أداء الرئيس في المناظرة الرئاسية الأولى". وكان آخر استطلاعات الرأي في أوهايو قد أوضح أن الرئيس تمكن بالفعل من تحسين موقفه هناك إذ يحتفظ بفارق يتجاوز 5 نقاط مئوية على منافسه. إلا أن رومني يتقدم في فيرجينيا وفي فلوريدا بفارق نقطتين وثلاث نقاط على الترتيب. ويبدو من الملامح العامة لاتجاه التيار على الخريطة الانتخابية الأميركية أن الولايات الصغيرة هي التي ستتولى حسم الصراع السياسي إذ إن من الصعب على الرئيس استرداد فلوريدا وفيرجينيا في هذا الوقت المتأخر. وعلى المستوى القومي يحتفط رومني الآن بالمقدمة بفارق يصل إلى 0,6 نقطة مئوية وذلك في المتوسط العام للاستطلاعات كافة التي تجرى على المستوى القومي من المؤسسات المتخصصة. ويعني ذلك أن أمام الرئيس نحو عشرة أيام فقط لاستعادة المقدمة في ولايات مثل أيوا وكولورادو وربما فيرجينيا إن تمكن من ذلك. على صعيد آخر، أعلن أوباما أنه يحبذ بقاء هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في حال أعيد انتخابه، لكنه قال إنها قررت "رغم توسله"، ألا تبقى في هذا المنصب. وقال أوباما في برنامج تلفزيوني تبثه شبكة "إن بي سي" إن كلينتون "قامت بعمل رائع، وقطعت مسافات كبرى وعملت بكد". وكلينتون السيدة الأولى الأميركية سابقا التي كانت أيضا عضوا في مجلس الشيوخ لولاية واحدة، أثبتت أنها ركيزة أساسية في إدارة أوباما في السنوات الأربع الماضية وكانت تعتبر إحدى الشخصيات الأكثر كفاءة في الإدارة وتحظى بشعبية كبرى. وأضاف أوباما "لقد قامت بعمل رائع، وأرغب فعلا في بقائها" قائلا في الوقت نفسه إنه يتفهم مغادرتها.