يحقق الرئيس الامريكي باراك اوباما تقدما على منافسه الجمهوري ميت رومني في السباق على الرئاسة وسط جهوده للقيام بحملة اعادة انتخابه وادارة الازمة المحتدمة في الشرق الاوسط. ويبدو ان اوباما يحرز انتعاشا قويا بعد مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي جرى قبل اسبوعين، فيما يبذل خصمه رومني كل جهده لتوجيه ضربات له. وسجل اوباما تقدما صغيرا ولكن اكيدا في معظم استطلاعات الرأي التي تجري في البلاد على الانتخابات التي ستجرى في السادس من نوفمبر. والاهم من ذلك انه يبدو ان موقفه قوي في الولايات المتأرجحة التي ستقرر ان كان سيفوز بولاية ثانية. ورغم استفادة اوباما من موقعه في الرئاسة بما في ذلك قدرته على الظهور كرجل دوله، الا انه قد يتضرر من وجوده في ذلك الموقع اذا ما اسفرت الاحتجاجات المعادية للولايات المتحدة في العالم الاسلامي عن حادث دموي اخر. وحتى الان يبدو ان اوباما تمكن من تجنب الوقوع في اخطاء بعد مقتل اربعة امريكيين في ليبيا من بينهم السفير كريس ستيفنز، والتي كان من الممكن ان تضر تفوقه في مجال الامن القومي على رومني. وتفوق اوباما بعشر نقاط مئوية على منافسه عند سؤال الناخبين قبل الازمة بمن يثقون اكثر من ناحية توجيه السياسة الخارجية، بحسب استطلاع لشبكة سي بي اس وصحيفة نيويورك تايمز. ويفضل فريق اوباما الانتخابي خوض معركة الانتخابات على قضية الأمن القومي بدلا من مسألة الاقتصاد. وفي استطلاع اجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة ان بي سي وماريست كوليدج، تفوق اوباما على رومني حيث حصل على 49 بالمئة مقابل 44 بالمئة لرومني في فلوريدا، و50 بالمئة مقابل 43 بالمئة في اوهايو، و49 بالمئة مقابل 44 بالمئة في فيرجينيا. وفي حال حقق اوباما نفس النسبة في نوفمبر، فانه سيحصل على 270 من الاصوات الكلية بسهولة. ولكن اوباما لا يمكنه بعد تنفس الصعداء اذ انه لا يزال يواجه صعوبات سببها تعرض الامريكيين ومن بينهم دبلوماسيون وعناصر المارينز الذين يحمونهم، للخطر في العالم العربي. يقول ميشيل دون مدير مركز رفيق الحريري للشرق الاوسط في المجلس الاطلسي «اذا تزايدت (هذه الاحتجاجات) واستمرت ورأينا الناس يهاجمون المصالح الامريكية، فان ذلك سيسلط الاضواء على السياسة الخارجية في اجندة الانتخابات». الا ان دون اضاف انه حتى لو استمرت الاضطرابات في شمال افريقيا وغيرها من المناطق، فمن غير المرجح ان تطغى على مسألة الاقتصاد التي تعتبر المهيمنة على اجندة الانتخابات. وفي الايام الاخيرة تعين على اوباما مرارا ان يعالج التهديدات على المصالح الامريكية في اليمن والسودان ومصر وليبيا وغيرها من الدول، وفي الوقت ذاته اضطر الى الانتباه الى حملته الانتخابية. والجمعة استقبل اوباما جثامين الامريكيين الذين قتلوا في ليبيا، وبعد ذلك عاد الى البيت الابيض لعقد لقاءات مع فريقه الانتخابي وحضور حدث كبير لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. ورتب اوباما رحلات الى الولايتين المتأرجحتين نيفادا وكولورادو، وزيارات لاهايو وفلوريدا وويسكنسون وفرجينيا. وقبل ثمانية اسابيع من الانتخابات، وثلاثة اسابيع من اول مناظرة رئاسية من ثلاثة مع رومني، يبدو اوباما في موقع جيد. وفي استطلاع اجراه معهد غالوب السبت، حصل اوباما على 49 بالمئة من الاصوات مقابل 45 بالمئة لرومني، وفي استطلاع ريال كلير بوليتكس تفوق بثلاث نقاط مئوية على منافسه الجمهوري. وفي استطلاع اجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة ان بي سي وماريست كوليدج، تفوق اوباما على رومني حيث حصل على 49 بالمئة مقابل 44 بالمئة لرومني في فلوريدا، و50 بالمئة مقابل 43 بالمئة في اوهايو، و49 بالمئة مقابل 44 بالمئة في فيرجينيا. وفي حال حقق اوباما نفس النسبة في نوفمبر، فانه سيحصل على 270 من الاصوات الكلية بسهولة. كما تفوق اوباما على رومني في مسألة الاقتصاد الذي يعتبر اهم قضية في الانتخابات بعد ان كان رومني يتفوق عليه، وذلك رغم بيانات التوظيف المخيبة للامال التي نشرت الاسبوع الماضي ونسبة البطالة التي بلغت 8,1 بالمئة. وفي استطلاع لصحيفة نيويورك تايمز قال 47 بالمئة من الناخبين ان اوباما سيتعامل مع الاقتصاد والوظائف بشكل افضل، مقابل 46 بالمئة لرومني. ويعتقد مساعدو اوباما ان الصورة الكاملة لن تتضح قبل اسبوع، ولكنهم مسرورون بالبيانات في الولايات الصعبة. اما الجمهوريون فانهم لا يبدون فزعين، او على الاقل علنا. والاسبوع الماضي قال نيل نيوهاوس المشرف على حملة اوباما ان تفوقه مؤقت. وتوقع مدير لجنة الاتصالات في الحزب الجمهوري شين سباسر في مذكرة الجمعة ان يتحسن وضع رومني عندما يرى الناخبون «الفرق الواضح والمهم» في الخطط الاقتصادية للخصمين. ولكن رومني يجد صعوبة في استعادة مركزه منذ ان سطع في مؤتمر الحزب الجمهوري في فلوريدا في اغسطس. فقد دفعت انتقاداته لاوباما بانه يتعاطف مع المحتجين الذين اقتحموا السفارة الامريكية في القاهرة، باوباما ان يطلق عليه لقب الناخب «الذي يطلق النار اولا ثم يصوب»، وقوض مصداقيته في السياسة الخارجية المتضررة اصلا بسبب هفوات ارتكبها خلال جولته خارج الولاياتالمتحدة. وانتقد البعض قرار رومني الظهور في برنامج تلفزيوني نهاري لا يعد من البرامج المهمة ناقش خلاله قضايا تافهة مثل الملابس التي يرتديها عند النوم، بدلا من التركيز على الشرق الاوسط. ويأتي ظهوره في البرنامج الذي سيبث الثلاثاء لاظهار الجوانب الشخصية من حياته للناخبات اللاتي يصوتن بشكل كبير لاوباما. وتناقض ذلك مع الجو الحزين الذي طبع يوم الجمعة بسبب عودة جثث الامريكيين الاربعة الذين قتلوا في ليبيا الى بلادهم في مراسم حزينة.