كشف تقرير جديد لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر بعنوان "التهديد العالمي للأراضي الجافة: الاتجاهات الإقليمية والعالمية للجفاف وتوقعات المستقبل"، أن نحو 77.6 % من الأراضي حول العالم قد شهدت تزايدا ملحوظا في الجفاف منذ تسعينيات القرن الماضي مقارنة بالثلاثين عاما التي سبقتها. وخلال نفس الفترة، توسعت المناطق الجافة – وهي المناطق القاحلة التي تتميز بمعدلات منخفضة من الأمطار – بمقدار 4.3 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة تعادل تقريبا ثلث مساحة الهند، سابع أكبر دولة في العالم. حاليا، تغطي المناطق الجافة 40.6% من إجمالي مساحة اليابسة على كوكب الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا). كما أشار تقرير آخر صادر عن اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر بعنوان الابتعاد عن حافة الهاوية: تغيير إدارة الأراضي للبقاء ضمن الحدود الكوكبية، بالتعاون مع معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، إلى أن سبعة من بين الحدود الكوكبية التسعة قد تأثرت سلبا بالاستخدام غير المستدام للأراضي. وأوضح التقرير أن تدهور الأراضي يقلل من قدرة الكوكب على تلبية احتياجات السكان الذين يتزايد عددهم باستمرار. كما أشار التقرير إلى أن الزراعة مسؤولة عن 23% من انبعاثات الغازات الدفيئة، و80% من إزالة الغابات، و70% من استخدام المياه العذبة. ودعا إلى ضرورة التحول العاجل نحو أنماط استخدام مستدامة للأراضي للابتعاد عن حافة الهاوية. ووفقا للتقارير الجديدة التي أصدرتها اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، وهي "أطلس الجفاف العالمي" و"اقتصاديات تعزيز القدرة على مواجهة الجفاف"، يؤثر الجفاف على سبل عيش 1.8 مليار شخص حول العالم، ممّا ما يدفع المجتمعات المستضعفة إلى حافة الانهيار. كما يتسبب في خسائر اقتصادية تُقدر بحوالي 300 مليار دولار سنويا، مهددا قطاعات حيوية كالزراعة والطاقة والمياه. من الرياض إلى منغوليا لأول مرة، اتخذت الدول الأطراف قرارا يشجع على إدارة المراعي بشكل مستدام، وإعادة إصلاحها والحفاظ عليها -وهي مساحات شاسعة من الأراضي تُستخدم للرعي-، وذلك استعدادا لمؤتمر الأطراف السابع عشر الذي ستستضيفه منغوليا في عام 2026، بالتزامن مع السنة الدولية للمراعي والرعاة. وتغطي هذه النظم البيئية نصف الأراضي حول العالم، وهي تُعتبر الاستخدام الرئيسي للأراضي في المناطق الجافة. ومع ذلك، فقد تم تجاهلها لفترة طويلة، رغم أنها تختفي بوتيرة أسرع من الغابات المطيرة. ويهدد تدهور المراعي سدس الإمدادات الغذائية العالمية، وهو ما قد يتسبب في استنزاف ثلث احتياطيات الكربون على كوكب الأرض. ويعيش حوالي ملياري شخص في المناطق الرعوية، وهم من بين أكثر الفئات ضعفا في مواجهة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.