أطلق الأمير محمد بن سلمان كلمته الشهيرة التي قال فيها: "نحن لا نحلم، نحن نفكر في واقع يتحقق". جاء كلامه من إيمانه بوطنٍ راسخٍ عظيمٍ بتاريخه ومقدراته، وشعبٍ طموحٍ بعقله وفكره وعزيمته التي ليس لها حدود. انظر إلى قبل عشر سنوات: كيف كنا؟ وكيف تميزنا؟ وكيف اختصرنا الزمن بنهضةٍ مذهلةٍ قلبت معدلات العالم وتصنيفاته بين الأول والثاني وغيرها من هذه التصنيفات؟ حتى أصبح الشعب السعودي لا يرضى إلا بمقدمة شعوب العالم في كل مجال، ولا يؤمن بالمستحيل. همّته كالجِبال الراسخة، كما قالها الأمير الشاب الطموح، فقلب الفكر العالمي بعمله وإنجازاته. وأصبح هذا الوطن، بقيادته وشعبه، محطَّ أنظار العالم بتطوّره وسباقه للزمن، بنهجٍ شاملٍ لكل مجالات الحياة. فنهض هذا الوطن سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا نحو تنميةٍ مستدامةٍ فاقت المعدلات العالمية، جعلتها حديث العالم بخطواتٍ علميةٍ وعمليةٍ ترجمت بها رؤيةً طموحةً بفكرٍ مدروسٍ وتخطيطٍ متقنٍ. فكان التنفيذ مميزًا، وبدأ بتنمية الإنسان وفكره وبنيته التحتية العالية التي رَقَت بالإنسان واهتمت بجودة حياته. كما انتهج سياسةً تُقدّر مكانة المجتمع السعودي وترقى به إلى مكانه الطبيعي. ورؤيةٌ اقتصاديةٌ جذبت العالم، وأصبح يطلب المشاركة بها والاستثمار من خلالها، لوثوقه بهذه المكانة والمقدرات التي تنعم بها دولتنا. وتطورٌ اجتماعيٌّ جعل كل مجتمعٍ في العالم يسهل انصهاره بالمجتمع السعودي بما يملكه من أخلاقٍ ورُقيٍّ وقيمةٍ وقامةٍ في التعامل الإنساني. تقدّمنا رياضيًا، فأصبح لدينا دوريٌّ من أفضل دوريات العالم وأكبر نجومه. ننظم الآن كأس آسيا وبطولات العالم في الغولف والملاكمة والأولمبياد. وفي الاستثمار الرياضي، اشترينا نادي نيوكاسل ب300 مليون دولار، وأصبحت قيمته السوقية حاليًا مليار دولار. وفي مجال الفن وتنظيم المهرجانات العالمية، أصبحنا نتنافس على الجوائز الدولية. أما في المجال الاقتصادي، نستضيف قريبًا مهرجان إكسبو الذي تنافست على تنظيمه أكبر الاقتصادات العالمية. وأدخلنا الصناعات العسكرية التي تحمي بلادنا ونحن نسير بخطى ثابتة. كذلك، في مجال التعليم، أصبح المواطن السعودي رقمًا ثابتًا في الجوائز العالمية من خلال تقدّم تعليمه في مختلف مراحله. وفي مجال الصحة، كان أكبر شاهد على تميّز المملكة أزمة كورونا، التي أثبتت السعودية خلالها أنها بلد قويٌّ في نظامه الصحي وأرقامه العالمية. كما تميّزت المملكة في فصل التوائم من مختلف بلاد العالم. والآن، كيف لا ننظم كأس العالم، ونحن ننظم أكبر شعيرةٍ دينيةٍ في العالم سنويًا، قوامها مليونا نسمة؟ وهي شعيرة الحج التي يتم تنظيمها في وقتٍ محددٍ ومكانٍ لا يتجاوز عدة كيلومترات، مع توفير كافة الخدمات الأمنية والصحية والحياتية. وقد نجحت المملكة في هذا التنظيم بشهادة العالم. وأخيرًا، نعم ثم نعم ثم نعم: نحن لا نحلم، نحن نفكر في واقع يتحقق.