أكد معالي محمد أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، حرص البرلمان العربي على تسخير كافة أدوات الدبلوماسية البرلمانية لدعم جهود الدول العربية وجامعة الدول العربية في التعامل مع الأزمات الراهنة، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الحضور العربي في التعامل مع الأزمات القائمة في المنطقة العربية، وأنه لا يمكن التوصل إلى حلول آمنة ونهائية ومستديمة لما نواجهه من أزمات، سوى بأيادي عربية خالصة بعيدًا عن أي تدخلات خارجية تطمح إلى السيطرة على مقدرات الشعب العربي أو التدخل في شؤونه الداخلية. جاء ذلك في كلمة رئيس البرلمان العربي التي ألقاها خلال ترؤسه أعمال الجلسة الثانية من دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الرابع التي عقدت بمقر جامعة الدول العربية. وأكد رئيس البرلمان العربي، أن تعزيز التعاون والتكامل بين آليات العمل العربي المشترك كل في إطار دوره واختصاصاته وولايته، أصبح أمرًا حتميًا لا نملك بشأنه رفاهية الانتظار، ونتحمل أمانته أمام شعبنا العربي، الذي ما يزال ينتظر منا الكثير. واستنكر رئيس البرلمان العربي عجز المجتمع الدولي عن التحرك لإنقاذ الشعب الفلسطيني الذي تتم إبادته بشكل يومي، على مدار أكثر من عام وشهرين في حرب إبادة جماعية ومجازر يومية لم يعرف التاريخ مثيلًا لها. ودعا برلمانات العالم وشعوبه الحرة إلى الضغط على حكوماتهم، من أجل تنفيذ قرار القمة العربية الإسلامية في الرياض بتجميد مشاركة كيان الاحتلال في الجمعية العامة للأمم المتحدة والأجهزة التابعة لها، وكذلك تجميد عضوية برلمان الكيان المحتل في الاتحاد البرلماني الدولي والمنظمات والاتحادات البرلمانية الإقليمية الأخرى، كما دعا إلى تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية الشعبية لكيان الاحتلال ومن يمده بالمال والسلاح لقتل المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني. وقال "اليماحي" إن البرلمان العربي يعتزم تنفيذ خطة تحرك برلمانية بالتواصل مع برلمانات دول العالم التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية من أجل الضغط على حكوماتها للاعتراف بها، دعمًا وانتصارًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وحول التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا، دعا رئيس البرلمان العربي كافة الأطراف السورية للحفاظ على مؤسسات الدولة وإعلاء المصلحة العليا للبلاد، وتغليب الحكمة ولغة الحوار في التعامل مع متطلبات هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا. وأكد "اليماحي" ضرورة تعزيز التضامن وتكثيف الانخراط العربي مع الأشقاء في سوريا لمساعدتهم في تنفيذ خياراتهم الوطنية التي تحقق طموحات وتطلعات الشعب السوري، بعيدًا عن أية تدخلات خارجية إقليمية أو دولية. وطالب اليماحي، المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، بالتحرك الفوري والعاجل لإدانة ووقف الانتهاكات التي يقوم بها كيان الاحتلال باستغلاله الأوضاع التي تمر بها سوريا، واحتلاله للمزيد من الأراضي السورية، محذرًا من خطورة تدميره مقدرات الجيش السوري والبنية التحتية، وتعمده تخريب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها. وحول الوضع في لبنان ، أكد اليماحي، تضامن البرلمان العربي التام مع الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة، ودعمه لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، وإنجاز هذا الاستحقاق الدستوري الهام المقرر له في شهر يناير القادم 2025م. وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في جمهورية السودان، أكد رئيس البرلمان العربي، على ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية الرامية لوقف إطلاق النار وتحقيق تسوية شاملة ونهائية للأزمة الحالية، بما يحافظ على سيادة السودان ووحدة أراضيه. وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أكد "اليماحي" دعم الجهود العربية والدولية وجهود المبعوث الأممي من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل للأزمة استنادًا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة. وفي إطار التطورات الخاصة بالأوضاع في دولة ليبيا، أكد "اليماحي" دعم البرلمان العربي التام لضرورة تحقيق التوافق الوطني الليبي الذي يفضي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت ممكن، لتعزيز الأمن والاستقرار ووحدة الدولة الليبية.