برنامج خدمة ضيوف الرحمن، هو أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، ويتمثل دور البرنامج في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لأداء فريضتي الحج والعمرة على أكمل وجه، والعمل على إثراء وتعميق تجربتهم، من خلال تهيئة الحرمين الشريفين، وتحقيق رسالة الإسلام العالمية، وتهيئة المواقع الدينية والتاريخية والثقافية، وإتاحة أفضل الخدمات للمعتمرين قبل وأثناء وبعد زيارتهم لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وعكس الصورة المشرفة والحضارية للمملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، المملكة تولي اهتماماً بتطوير وتعظيم إيرادات قطاع السياحة، وتؤكد مؤسسة "فيتش سوليوشنز" أهمية قطاع السياحة لتعزيز النمو الاقتصادي في المملكة، وتشير مذكرتها البحثية إلى أن تسريع مشروعات البنية التحتية المتعلقة بالسياحة، وإطلاق استراتيجية طيران ثنائية المحاور، وتوسيع الناقل الوطني، تسهم جميعها في جذب المزيد من الزوار إلى السعودية وتعزيز مكانتها مركزا إقليميا للطيران، ولا شك أن الحج والعمرة من أهم عناصر الجذب السياحي للمملكة؛ وهذا يتطلب تطوير اقتصادات الحج والعمرة وتحويلها إلى صناعة تسمح بتحقيق الموازنة الواجبة بين تلبية الاحتياجات الروحية لضيوف الرحمن وبين تحقيق أقصى استفادة اقتصادية ممكنة للاقتصاد الوطني للتخفيف من أثر النفقات التي تتحملها الدولة سنوياً، بما يضمن التكامل والدفع المزدوج لعجلة التنمية والتحسين المستمر للخدمات، وتنفيذ المشروعات في قطاعي الضيافة والبنية التحتية في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث أظهرت أرقام وزارة السياحة أن عدد الفنادق المرخصة في مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة 1825 فندقا بنهاية عام 2023 مصنفة وغير مصنفة، وما زال العمل جاريا على زيادة أعداد الغرف الفندقية، وكذلك إنشاء المرحلة الثانية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، ومشروع مترو مكة وغيرها من المشروعات التي تمكن المملكة من استيعاب الأعداد الكبيرة التي تتوقع وصولها خلال السنوات القادمة، برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي تم إطلاقه في عام 2019 أسهم في رفع أعداد المعتمرين بنهاية عام 2023 من خارج المملكة إلى أكثر من 13.5 مليون معتمر، وتستهدف الرؤية وصول عدد المعتمرين من الخارج إلى 30 مليون معتمر، وهذه الزيادات المتنامية في أعداد المعتمرين خلفها عمل دؤوب لتحسين تجربة الحاج والمعتمر وتسهيل الحصول على تأشيرة دخول المملكة في زمن قياسي باستخدام أحدث التقنيات وتمكين المعتمر من إصدار تأشيرة العمرة من خلال منصة نسك التي تمكن المزيد من المسلمين للقدوم إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة والزيارة، وتسهيل إجراءات وصولهم، بالإضافة إلى رفع جودة الخدمات المقدمة لهم، وإتاحة اختيار خدمات السكن والإقامة والتنقل، وضمان حقوق المعتمر في الحصول على الخدمات بأعلى جودة ممكنة، وتؤكد الاستطلاعات أن نسبة الرضا عن الخدمات والضيافة ارتفعت بشكل كبير لدى الزائرين وتسعى الحكومة إلى التحسين المستمر لتجربة الحاج والمعتمر، وهذا واجب ديني في المقام الأول لخدمة ضيوف الرحمن، -ولله الحمد- السعوديون من مدنيين وعسكريين قدموا نماذج مشرفة في خدمة الحجاج والمعتمرين والصور العفوية التي تنتشر عبر الوسائل الإعلامية تعبر عن شغف السعوديين وإيمانهم العميق بأهمية خدمة ضيوف الرحمن والتسابق على هذا الشرف العظيم، المملكة أنفقت مئات المليارات لتهيئة المشاعر المقدسة لاستقبال الحجاج والمعتمرين وتسهيل أداء المناسك بكل يسر وسهولة، وفي كل عام تفتتح المملكة مشروعات جديدة بمليارات الريالات، ولم تفكر الحكومة السعودية في أي وقت على استخدام حساب الأرباح والخسائر في الحج والعمرة، المملكة لا تحصل على رسوم على الطرق رغم وجود 6 طرق سريعة تربط مكة والمدينة بجدة والطائف، كما أن الرعاية الصحية تقدم مجانا لجميع الحجاج والمعتمرين من علاج ضربات الشمس إلى عمليات القلب المفتوح، وخدمات الإسعاف الأرضي والجوي، والإطفاء والإرشاد والضيافة، وإيواء التائهين، ولم تتحدث الحكومة قط عن التكلفة الحقيقية التي تتحملها سنوياً ومقارنتها مع حجم العائد الاقتصادي من الحج والعمرة، وأعتقد أن الوقت حان لفعل ذلك لمواجهة قطيع الغربان الناعقة، والأبواق الحاقدة، وإشاعات الحاسدين وكذبهم، وافترائهم، والذين يصورون للعالم أن ثروات المملكة تتعاظم من دخل السياحة الدينية من أجل الإساءة للمملكة، والتقليل من جهودها في خدمة ضيوف الرحمن، بل يصل إلى الافتراء الممنهج ونشر الإشاعات الكاذبة، واستغلالهم لهذه الوسائط السريعة، والاستخدام السيئ للذكاء الاصطناعي وتلفيق الصور ومقاطع الفيديو، مع قوة وسرعة وسائل التواصل الاجتماعي في الانتشار، من أجل إظهار المملكة بالعجز عن تنظيم الحج والعمرة. حسين بن حمد الرقيب