بات التصحر يشكل ظاهرة مقلقة لمساحات شاسعة من المعمورة , وتعد الدول العربية كواحد من الأمثلة الحية، من المناطق الأكثر جفافاً إذ إنها تحوي بحكم موقعها الجغرافي نظراً لأن المناخ يلعب دوراً هاماً في تركيبتها, ولذا فإن التصحر يوسع رقعته في ذلك الجزء الهام من العالم , فضلا عن الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة الناجمة عن الاحتباس الحراري. وأُقيمت وفق ذلك مؤتمرات وندوات وملتقيات إقليمية وعالمية للعلماء والخبراء المتخصصين وذوي العلاقة والعارفين بأحوال المناطق الجافة لبحث و تدارس الحلول الممكنة بهدف تكييف المناطق المعرضة للآثار المتزايدة للتصحر وبالتالي الاستخدام الأمثل نحو تحسينها، وصولاً لجعلها مناطق أكثر حيوية في ظل تلك الظروف المناخية المتقلبة. ومكافحة ظاهرة التصحر الجافة تعد أحد الأحداث البارزة لمنظمة الأممالمتحدة . كما أنه سبق وأن تم الاحتفال بمرور نصف قرن على إطلاق أبحاث الأممالمتحدة في هذا المجال. ويجتاح التصحر الأراضي العربية في الوقت الذي أضحى فيه ارتفاع نسبة الإنتاج الزراعي والحيواني لمواجهة النمو السكاني وارتفاع مستوى المعيشة ضرورة ماسة جداً. وبحسب برنامج الأممالمتحدة للبيئة فإن القيمة الإنتاجية المفقودة سنويا في الدول النامية بسبب التصحر ب 21 مليار دولار بحسب تقرير صدر من DW- world مما يعني انه قلص الرقعة الزراعية وأضعف البنى التحتية. ومن جهة ثانية ووفق البنك الدولي يشكل التحسن الأساسي في ممارسات إدارة الأراضي في أفريقيا جنوب الصحراء مطلبا ضروريا لتأمين أهداف الحفاظ على البيئة والإنتاج، بما في ذلك زيادة إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية. وكانت العاصمة الأرجنتينية "بوينس ايرس" استضافت مؤخراً الدورة التاسعة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر, لمتابعة تنفيذ قرارات الدورة الثامنة للدول الأطراف في اتفاقية مكافحة التصحر وقرارات الدورة التاسعة للجنة العلم والتكنولوجيا. وعلى صعيد ذي صلة ذكرت منظمات متخصصة بأنها سبق وأن واصلت إسناد أولوية عالية لدعم تنفيذ الاتفاقات التي توصلت إليها اللجنة الحكومية الدولية للغابات، والجهاز الذي أعقبها وهو المنتدى الحكومي الدولي للغابات، حيث إن تدهور الغابات أيضا ليس بالبعيد على تدهور الأراضي الصحراوية القاحلة. وتم تقديم الدعم لمنتدى الأممالمتحدة المعنى بالغابات, وعمل فريق المهمات المشترك بين الوكالات والمعنى بالغابات، على تدعيم الاستجابة المنسقة من جانب المنظمات الأعضاء فيه، لاحتياجات الدول الأعضاء فيما يتصل بتنفيذ مقترحات العمل الصادرة عن كل من اللجنة الحكومية الدولية للغابات والمنتدى الحكومي الدولي للغابات. ويُذكر أن اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر طبقا لتقرير دولي تستهدف الحد من الآثار السلبية للجفاف الذي تتعرض له العديد من الدول خاصة الدول الأفريقية من خلال محاولة وقف الزحف الصحراوي. وهنا عاود البنك الدولي القول بأنه يمثل التصحر خطراً على الأمن البشري حيث يؤدي إلى خفض إنتاجية ومرونة الأراضي الزراعية والمراعي.