أحد الزملاء،كان دوما يردد :(الدنيا تبغى صبر)، لقد أعتاد ابو ماجد هذا ان يتعامل مع الأمور ببساطة دون تعقيدات، والا يتوقف عند التفاصيل الصغيرة أبدا. كان دوما يكرر: (من حشم بالسوق روح بلا نفاعة)... ولعمري انه قد اجاد وأفاد، فحقاً من لا يجيد التعامل مع هذه الحياة وفق تلك الاستراتيجية التي يقدمها ذلك المثل سيتعب ويخسر كثيرا. فالحياة تحتاج في كثير من تفاصيلها الى التعامل بصبر وسلاسة، لكي نتفادى المواقف الصعبة،اصبر، ولكي تتجنب اللحظات المحرجة فيها اصبر. كثير من المواقف والمطبات التي اعاقتنا واوقفتنا، كنا نحتاج فيها لقليل من الصبر.بالصبر يمكننا أن نعيش بيسر وسهولةعلى هذا الكوكب. لقد قرأت تعريفاً رقيقاً للصبر يقول: ( الصبر هو التسليم بأن الأمور يمكن أن تتحقق بترتيب أفضل يختلف عن الذي نظنه في عقولنا). وبرأيي أن هذا التعريف هو الأقرب، على الاقل تحت بند ( كفاية قسوة)، فقد شربنا من كؤوسها في هذه الحياة بما فيه الكفاية. انه لمن الخطأ أن نظن أن نهاية العالم هو ما تراه أعيننا أو تصل إليه أيدينا، وهذا الامر يحتاج إلى صبر كي نعيه وندركه. ودون الصبر نحن لا نرى ابعد من ذلك. هناك أمور لا نملك حيالها شيء وإن لم تعجبنا او تروقنا، لذلك لا بد من الصبر. علينا الا تأخذنا العزة بالإثم فيها.. علينا بالصبر ورحابة الصدر.لقد وصلنا في بعض الأمور الى حد التكفير أو القدح في الدين.. توتر وحذر وبعض الاختلاف والمقت، والسبب أننا كنا نحتاج إلى بعض الصبر. في كثير من النقاط المفصلية في حياتنا لو استرجعنا شريط الذكريات ..لوجدنا اننا نتمنى لو بقينا عند تلك النقطة، لو توقف بنا الزمن هناك .. وفي الحقيقه انه كان ينقصنا فيها قليل من الصبر! هكذا هي الحياة... أشياء وأشياء كنا نرفضها بل ونمقتها ،لكنها لاحقا أخذت حيزا في حياتنا بل وبتنا لا نستغني عنها، وبقليل من الصبر لم نكن نحتاج إلى تلك المقاومة وذلك الاستنزاف. الحياة قد تفرض علينا ما لا نريده أحيانا وأحيانا أخرى ما لا نطيقه، لكن هذا لا يعني أن نتوقف بل علينا أن نتكيف معها وفق الظروف وحسب المعطيات. لن ينفع أو يجدي الإمعان في الرفض والاسترسال في المقاومة، فقط نحتاج إلى قليل من الصبر، فالأمر أحيانا لا يعني مجرد الرفض والمقاومة، بقدر ما يعني الاستمرار من عدمه، وبقدر ما يعني افساح المجال لإعادة النظر والتأمل والتفكير من أجل عدم التوقف ونهاية مشوار، والأمر هنا يحتاج إلى صبر لكي ندرك ذلك. باختصار الحياة مليئة بالمتغيرات أو التحولات غير المتوقعة، وصبرنا وقدرتنا على التكيف من عدمه يحدد مستقبلنا، إما التوقف أو الاستمرار.إننا نحتاج للصبر والمرونة لكي نواصل ونستمر..فالصلابة أو التعنت في المواقف تحت بند ( العزة بالإثم) يفقدنا الكثير، ليس ماديا وحسب بل حتى صحيا ومعنويا. المرونة وقدرتنا على التكيف ترتقي بمستوى الأهمية التي تحدد وبشكل كبير مستوى استمراريتنا وعلاقاتنا بالآخرين. ( من حشم بالسوق روح بلا نفاعة).. شكرا أبا ماجد. شخصياً سأكمل طريقي وفق تلك الاستراتيجية، ولن احشم بالسوق واتركه وفيه ما لذ وطاب، فلست على استعداد للعودة للبيت دون نفاعة (مقاضي) فالعواقب حتماً ستكون وخيمة!