معادلة فريدة إلتقى فيها عطاء الأرض ، بطموح الإنسان، ونجاح الإدارة ، أفرزت بفضل الله نتائج ملهمة ،كانت المحفزة في الإحتفاء بمواسم زراعية خضراء على مدار العام في مدينة أبها ومحافظات منطقة عسير، وأضحت علامة مميزة على الخارطة السياحية. واستطاع فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة جذب إنتباه المجتمع المحلي والزوار من خلال تفعيل حزمة مبادرات ، وأفكار غير مسبوقة تفاعل معها بالمشاركة والحضور والتسويق عدد من مُلاك المزارع والبساتين ومربي الماشية ، والنحالين .. وهذا أدى إلى تنوع مواسم الحصاد ، بدءاً من الفواكه الصيفية بأبها ، البُر في بللسمر ، العنب في بللحمر، تمر الصفري في بيشة ، العسل في تهامة. وجاء تنظيم مهرجان الماعز الدهم بمركز مربة، الذي أُقيم لأول مرة قبل أشهر قليلة ليؤكد الإهتمام بالثروة الحيوانية. وأشارت إحصائية فرع الوزارة بعسير إلى تنظيم إحدى عشرة فعالية العام الماضي ، حظيت بزيارة اكثر من مائة وعشرين ألف زائر ، وتم عرض منتجات متنوعة زادت على ثمانية وأربعين ألف طن ، بقيمة مبيعات تخطت خمسة ملايين ريال ، وهي مؤشرات تعكس دعم وتشجيع حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ، وتبشر بمستقبل واعد لأمننا الغذائي. وتم تنفيذ ورش عمل على هامش تلك النشاطات ، إضافة إلى لقاءات ومعارض وندوات بهدف الإستفادة من الأفكار والخبرات والتجارب وتلافي الأخطاء والإطلاع على الجديد في عالم الزراعة ، وتقييم النتائج ورصدها. ولعل مثل هذه البشائر والأرقام الواعدة تحفز رجال المال والاعمال بإذن الله للإستثمار في الصناعات الغذائية، من خلال إنشاء مصانع لتعليب وتجفيف الفواكهة الصيفية والخضروات العضوية ذات الجودة العالية ،التي تمتلئ بها الأسواق في أوقات مختلفة، ما يؤدي الى تعزيز الأمن الغذائي وخفض فاقد الإنتاج ، وبث روح التنافس ببن المزارعين . وأعتقد أن الإستثمار في إحياء المزارع الريفية المهجورة ، وتحويلها إلى نقاط جذب وإنتاج، هو أيضا إستثمار ناجح ويأتي ضمن السياحة الزراعية ، خاصة وأن هناك تجارب ناجحة انطلقت بداياتها من مزارع شمال مدينة أبها قبل أعوام ، إنتشرت في أماكن اخرى في المنطقة، وشهدت إقبالاً متزايداً من المصطافين حتى صارالدخول اليها عن طريق الحجز الإلكتروني .