جئتُ لا أدري كيف جئتُ؟! لكنني جئت.. كنت طفلاً بريئًا ألهو وألعب وأعبث وفجأة قالوا كبرت! ثم عرفت أني حملتُ أمانةً أبت السماوات والأرض والجبال من حملها فأيقنتُ أني قد ظلمتُ نفسي وجهلت وقرأتُ أني أكتبُ كتابًا بما قدمتُ وأخرت وأن سطوره تحفظ ما قد قلتُ وما فعلت وأن بعد هذا حساب سيكون بعد بعثٍ ونشورٍ فحزنت وأن جوارحي ستشهد بما كان منها فجزمت يقينًا أني قد هلكت وأن خروجًا للروح في موتٍ مخيفٍ هو النهاية لتلك البداية فارتعدت هذه الدنيا دار امتحانٍ وبلاءٍ هي ممرٌ لا مستقرٌ لكن الناس فيها كأنهم ماكثون وكأني مكثت ورأيت شيئًا من صراعٍ وعراكٍ فتقهقرت ولذتُ بالناس فتفرقوا تنكّروا لي حتى من منهم اقتربت وتذكرت رحمة ربي فسكَنَتْ نفسي ثم هَدَأْت ووجهت وجهي نحو السماء فطبتُ حالاً واعتدلت ورجوت الله رحمة وعونًا هي أثمن ما اكتسبْت رحمة تكفيني عن كل شيء وتمحو ما اقترفْت رحماك ربي ليس لي حيلة ولا قوة إلا بك فإليك يالله ربي لجأتُ وبك اعتصمت هوّن علينا يا رب كل عسيرٍ وثقيلٍ وامنن علينا بجودك وعطفك إن الجود والعطف منك ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين فإن وُكِلْتُ فقد خُذلْت