ألقت الحداثة بظلالها على العكاظيين الجدد الذين حولوا تعاكظهم إلى المساء في جلسات خارج إطار السوق ؛ وغيروا ما كان عليه أسلافهم من العكاظيين الذين كانوا يفعلون السوق نهارا على جادته وفي حدود محيطه. وخرج العكاظيون الجدد بعكاظ إلى خارج منطقة السوق وبقيت جادة عكاظ رمزا للسوق يزورونها على استحياء، بينما تحولت أبهية الفنادق التي يقطنها العكاظيون الجدد والمطاعم التي يجتمعون فيها أثناء تناول الوجبات والحافلات التي تنقلهم من وإلى السوق لحضور الفعاليات الثقافية إلى أشبه بالمنتديات التي تناقش قضايا في الشأن الثقافي على جانب من الأهمية. النقاش في الشأن الثقافي لا يهدأ، وهو جزء لا يتجزأ من هم العكاظيين الجدد الذين يتسامرون حتى الهزيع الأخير من الليل في حديث شائك حول قضية ثقافية ما تبدأ بعبارة عابرة وتتحول إلى قضية ومحور نقاش لا يهدأ كل يدلي بدلوه فيه. ورغما من أن هذا كان ديدن المثقفين والأدباء والكتاب الصحفيين في كل دورة من دورات سوق عكاظ ؛ إلا أنه في دورة سوق عكاظ السادسة لهذا العام كان حضورالكتّاب الصحفيين طاغيا في جلسات التعاكظ المسائية التي تجمعهم إلى ساعات الفجر الأولى. وإن كان العكاظيون في كل زمن يتعاكظون حول شخصية معينة ويتحاكمون إليها وكان النابغة الذبياني الشخصية التي يجتمع العكاظيون حولها قديما ؛ فقد برز الكاتب الصحفي الدكتور علي الموسى في جلسات العكاظيين الجدد هذا العام ؛ فكان الشخصية التي التف حولها ضيوف سوق عكاظ من المثقفين والأدباء والإعلاميين والكتّاب الصحفيين فكان مثيرا عبر ضميره المتصل كان حضوره مثيرا ومؤثرا. محاور كثيرة أثارها العكاظيون الجدد في جلسات السمر وعلى طاولات الطعام وعلى مقاعد الحافلات يقودها كتّاب الصحف اليومية كان من أبرزها مقص الرقيب وغياب بعض الأسماء عن سوق عكاظ في دورته السادسة ومن أبرزهم الكاتب صالح الشيحي ومحمد الرطيان ، والعلاقة بين الصحافة والمثقف وشؤون أخرى وشجون.