أصر عدد من الباعة الجائلين على تحويل المواقف الخاصة بمركز كريمات الملك عبدالعزيز للغسيل الكلوي الملحق بمستشفى عسير المركزي إلى مواقع لهم لممارسة البيع اليومي، مما تسبب في حدوث معاناة للمرضى وذويهم تمثلت في صعوبة الدخول والخروج من وإلى المركز، وتلويث البيئة المجاورة للمركز، ومضايقة عابري طريق الملك عبدالله، لاسيما قاصدي مدينة أبها. ويشير المواطن أحمد جبران "من مراجعي المركز"، إلى أنه يواجه معاناة يومية عند ذهابه لإجراء الغسيل الذي يتكرر يوما بعد آخر، وتتمثل في صعوبة الحصول على موقف بسبب استغلالها من قبل الباعة لأغراض البيع اليومي منذ ساعات الصباح الباكر، مما يضطره إلى الوقوف في مواقع بعيدة، ومن ثم السير على الأقدام وصولا إلى العيادة. واستغرب غياب المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة، وإدارة المرور، والأمانة، عن التفاعل مع مطالب المرضى وذويهم على مدى السنوات السابقة، مناشدا المسؤولين في تلك الجهات بضرورة إبعاد الباعة عن ذلك الموقع، ووضع حد لمعاناة مراجعي المركز. ويضيف المواطن محمد السودي، أنه يعمل على إيصال والده المصاب بفشل كلوي إلى المركز للغسيل بواقع ثلاثة أيام في الأسبوع، وواقع الحال يشير إلى اكتظاظ مواقف المركز بسيارات الباعة والزبائن، وليس الأمر مقتصرا على الزحام بل تحولت الساحة إلى مكب للنفايات، سواء من بقايا الفواكه والخضراوات التالفة، أو من الصناديق والكراتين والعلب الفارغة، مما أدى إلى انتشار الذباب والبعوض بصورة كبيرة، في حين يشكل ذلك التلوث خطرا على صحة المرضى لاسيما مرضى الفشل الكلوي، إذ يفترض أن توفر لهم بيئة صحية مناسبة، منتقدا غياب الجهات ذات العلاقة عن عدم مبادرتها لرفع معاناة المرضى وذويهم. أما المواطن سعيد آل معيض فأشار إلى أن الباعة لم يقتصر ضررهم على مراجعي مركز كريمات الملك عبدالعزيز من مرضى الكلى فحسب، بل إن العديد من الزبائن يقفون بمركباتهم بطريقة طولية وأخرى عرضية للشراء، مما أعاق حركة المرور، لاسيما وأن الموقع يقع على طريق الملك عبدالله مباشرة. ويضيف آل معيض: زاد الأمر تعقيدا أنه بتركيب إشارة ضوئية مجاورة للموقع، فإن المركبات تندفع بعد إطلاق الضوء الأخضر ثم يتفاجأ السائقون بمركبات الزبائن، وقد وقعت عدة حوداث مرورية في ذلك الموقع في ظل غياب إجراء حاسم من قبل الجهات المعنية. ولفت آل معيض إلى أن عبارة "قطع الأرزاق" قد تعلق عليها بعض الجهات الشيء الكثير، وتترك الحبل على الغارب، إلا أن الضرر يتفاقم يوما بعد آخر، مما يستدعي الأمر اتخاذ قرار ملزم بمنعهم من البيع في ذلك الموقع. من جهته، أكد الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في عسير سعيد النقير ل"الوطن" أمس، أن إدارته عملت على مخاطبة أمانة المنطقة في هذا الخصوص، وتم منع الباعة لفترة من الزمن ومن ثم عاودوا مرة أخرى، لافتا إلى أن إجراءات تجري حاليا مع الجهات المعنية في المنطقة لإصدار قرار يمنع البيع في ذلك الموقع حفاظا على صحة المرضى.