بين كماشة البطالة ونقص الدواء وتدني مستوى الحياة .. يعيش آلاف من مرضى الفشل الكلوي ، بعضهم مرّ عليهم سنوات في الغسيل الكلوي واصبحوا عاجزين عن الحركة . وفي الطائف وحدها يوجد أكثر من 360 مريضاً بمركز الغسيل الكلوي يعانون من رتابة الحياة ولا يجدون حلولاً لمشاكلهم التي أصبحت تعيش معهم . وتنوّعت هموم هؤلاء المرضى بين تدني المستوى المعيشي وغياب التوظيف للمؤهلين دراسياً ونقص الدواء وتجاهل القطاع الخاص لهم وعدم توفر وسائل مواصلات لهم تتناسب مع أوضاعهم الصحية إضافة إلى مشقة قطع مسافات لمن يقطنون في القرى والمراكز التابعة لمحافظة الطائف ثلاثة أيام أسبوعياً لحضور جلسات التنقية الدموية. وقد وصل الحال بهم الى المطالبة بصرف بطاقات شرائية من المحال التجارية لتلبية احتياجاتهم اليومية.. وهنا يقولون: «لانريد أن يمنحونا تلك المستلزمات مجاناً بل بأسعار مخفضة لكي نبتعد عن الحسابات التجارية وتضارب الأسعار.. كل ما نريده هو أن نسقط من قائمة الحسابات لدى التجار كمساهمة منهم في خدمة شريحة كبيرة حبسهم المرض». «المدينة» زارت مرضى الغسيل الكلوي صباح أمس ونقلت جزءًا من معاناتهم اليومية.. يقول حميد الدعجاني : إن من أبرز مايجده المرضى من معاناة يتمثل في عدم توفر فرص عمل جيدة تتناسب مع وضعهم الصحي وتحقق لهم في ذات الوقت سبل الحياة الكريمة لاسيما وأنهم لايزالون يشعرون بأنهم أعضاء فاعلون في المجتمع ولاينبغي تجاهلهم مما يزيد من آلامهم ومعاناتهم. وأشار إلى أن غياب الفرص الوظيفية سواء الحكومية منها أو لدى القطاع الخاص يزيد من مشاكلهم ويسهم في عوزهم وقلة الموارد المالية التي تعينهم على القيام بدورهم الأسري والاجتماعي . وأكد ان توفير الفرص الوظيفية تزيد من إحساسهم بأنهم لايزالون فاعلين في مجتمعهم لاسيما ذوي المؤهلات التعليمية وسوف ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الحالة النفسية لديهم .ويضيف المريض عبدالله الغامدي أن نقص الموارد المالية لدى العديد من المرضى يشعرهم بالقلق والضيق ويعيق تحسن الحالة النفسية لديهم بعد إصابتهم بالمرض خصوصاً وأن مرضى الكلى يحتاجون إلى توفّر بعض الأدوية وشرائها. أين الجمعيات المتخصصة؟ وطالبت المريضة «ع- ت» أن يساهم القطاع الخاص في إنهاء معاناتهم في عدم توفر الموارد المالية وغياب الجمعيات المتخصصة لخدمة المرضى كما هو متوفر في العديد من مناطق المملكة في صرف بطاقات شرائية من المحال التجارية لتلبية احتياجاتهم اليومية. وقالت: لانريد أن يمنحونا تلك المستلزمات مجاناً بل بأسعار مخفضة ويبعدوننا عن الحسابات التجارية وتضارب الأسعار اليومي حتى لأن وضع الأسعار كما هو معلوم في صعود ونحن مرضى الكلى في ظل قلة الموارد ينبغي أن نسقط من قائمة الحسابات لدى التجار كمساهمة منهم في خدمة شريحة حبسهم المرض.اما المريض على القرني فيروي معاناة مرضى مضت عليهم سنوات عديدة في الغسيل الكلوي وأصبحوا عاجزين عن الحركة ويعتمدون على باص يقوم بإيصال المرضى مجاناً حيث يقول: وسيلة المواصلات الوحيدة ليست مجهزة لخدمة كبار السن الذين يعانون من صعوبة في الحركة. قائمة طلبات مرضى الفشل الكلوي قدم عدد من المرضى الموجودين تحت مكائن الغسيل الكلوي قائمة تتضمن أبرز مايعانيه المرضى في أقسام الرجال والنساء والتي جاء فيها 1- ارتفاع ميزانية الأسرة بسبب هذا المرض وشراء الأدوية والأغذية الخاصة وهذا من شأنه أن يثير في نفس المريض القلق والضيق ويشعر أنه أصبح عبئا على ميزانية الأسرة مما يعيق سرعة الشفاء. 2- توفير سيارة إسعاف خاصة لمرضى الكلى تعين المرضى العاجزين وغير القادرين على الانتقال من وإلى المركز خاصة عند عجز الهلال الأحمر عن ذلك. 3 - توفير أجهزة طبية مثل الكراسي الكهربائية المتحركة ، أجهزة الضغط لمتابعة حالة المريض الصحية في المنزل لغير القادرين على توفيرها . 4 - حاجة بعض المرضى للمساعدات المقدمة من التجار وأعيان المجتمع في رفع مستوى معيشة المرضى المحتاجين وذوي الظروف الخاصة لتهيئة البيئة الصحية المناسبة لهم وخاصة المواد الغذائية( حبذا لو تصرف على شكل بطاقات تخفيض على المواد الغذائية تصرف من المحلات التجارية وأيضا هناك الكثير من المرضى الذين يفتقرون لأبسط سبل الحياة مثل كسوة الشتاء لتقيهم من البرد والأجهزة الكهربائية مثل المراوح في فصل الصيف) 5 - توفير أخصائي نفسي لدراسة حالات المرضى النفسيين داخل المركز 6 - توفير باص مناسب بمواصفات خاصة للمرضى العاجزين عن الحركة . 7 - توفير فرص عمل مناسبة لمرضى الكلى ذوي المؤهلات التعليمية لإحساسهم بأنهم مازالوا أعضاء فاعلين في المجتمع. 8 - زيادة أعداد مرضى الكلى وصغر مساحة المبنى لاستيعاب الزيادة الحاصلة. 9 - انعدام مراكز الغسيل الدموي في القرى وبعدها عن مراكز الغسيل في المدينة مثل المويه والقرشيات. مركز الكلى في الطائف .. ماذا يفعل؟ الدورالذي يقوم به مركز الخدمة الاجتماعية بمركز الكلى بالطائف ينحصر في : 1- استقبال الحالات الجديدة المحولة من الطبيب المعالج ومساعدتها على التكيف مع المرض وتقبّل الوضع الجديد. 2. توعية وإرشاد أسرة المريض وتعريفهم بطبيعة المرض وكيفية التعامل مع المريض والتواصل معهم عند الحاجة . 3. تعريف مريض الكلى بدور قسم الخدمة الاجتماعية وتبصيره بحقوقه وواجباته والخدمات التي يمكنه الحصول عليها . 4. المرور اليومي على مرضى الغسيل الكلوي مع الفريق الطبي للوقوف على احتياجاتهم وتقديم الخدمات لهم. 5. مشاركة الأخصائي الاجتماعي مع أعضاء الفريق الطبي في التعرف على الصعوبات التي يعاني منها مرضى الكلى وتأثر أوضاعهم الاجتماعية والنفسية والعمل على حلها. 6. عمل بحث اجتماعي للمرضى الكلى لمعرفة احتياجاتهم ودراسة حالاتهم ووضع الخطة العلاجية لهم. 7. عمل دراسة للحالات المادية للمرضى المحتاجين وتحويلهم للجهات المختصة . 8. دور الخدمة الاجتماعية بالتنسيق مع الأقسام الأخرى لتقديم الخدمات للمرضى (التوعية الدينية ، التقارير الطبية ، زراعة الأعضاء، قسم التغذية ، العيادات ) 9. إرسال بيانات المريض الجديد لمركز زراعة الأعضاء. 10.متابعة حالة المريض في جلسات الغسيل وتحويله للعيادة النفسية في حال لوحظ عليه مظاهر اكتئاب وقلق نفسي . 11.التنسيق مع الجهات التي لها علاقة بالمريض ( المؤسسة التعليمية جهة العمل ) وعمل الإفادات والتقارير لمراعاة ظروفه الصحية والنفسية. شاهين: رفع المعونة السنوية للمريض إلى 10 آلاف ريال أكد رئيس المركز السعودي لزراعة الأعضاء ومرضى الكلى الدكتور فيصل شاهين أن المشكلة تكمن في عدم تمكن مركز الكلى من إيصال المعلومات بالمزايا التي تقوم جمعية الأمير فهد بن سلمان لمرضى الفشل الكلوي . واضاف : نحتاج الى إيجاد منسقين في كل المحافظات لكي يتولوا مهام إيصال الرسالة واضحة لكل مريض تفيده بالبرامج المقدمة له ، مشيرا الى ان جمعية الأمير فهد بن سلمان أبرمت العديد من الاتفاقات مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة لدعم المرضى وسعت الجمعية الى رفع المعونة السنوية للمرضى من 3500 ريال الى 10000ريال. وأضاف الدكتور شاهين : إن هناك لجنة إشرافية لتنفيذ برامج الجمعية، ونفى الدكتور شاهين ان يكون هناك نية لإنشاء جمعيات فرعية في المحافظات لرعاية المرضى . وقال : لا أحبذ كثرة الجمعيات لذا فإن العمل الان يتم على تعيين منسقين في كل المحافظات لجمعية الأمير فهد بن سلمان وسوف يكون لتواجدهم المستمر مع المرضى دوره في توفيراحتياجاتهم.