تحدثت في مقالي السابق بعنوان «لماذا انتحر جوردن ديمي» والمنشور في صحيفة الوطن، عن الابتزاز وحادثة انتحار شاب أمريكي ناجح ومحبوب في مجتمعه، بسبب الابتزاز الإلكتروني. بالأمس تواصل معي شخص باسم مستعار عبر رسائل السوشيال ميديا الخاصة، كان يسأل عن علاج مشكلة يبدو أنها عدوى جنسيّة. سألته ما الذي حدث لك؟ فأجاب: أنا شاب عمري 15 عاماً، وأحب الألعاب الإلكترونية وأقضي وقتاً طويلاً في عالمها الافتراضي. قبل أيام كنت ألعب مع شخص لعبة الببجي بحماس، ولما انتهت بطاقاتي عرض على أن يشحن لي بمقابل. ماذا كان المقابل؟ قال: إرسال صورة شخصية «حساسة» له، وفعلت ذلك لألعب. خصوصاً أن الصورة لا تحتوي على ملامحي، التي يمكن أن أُعرف بها. بعدها عرض على الشحن بمقابل أمور جنسية. هكذا حال الشيطان يتدرج بالناس، حتى يصلوا إلى القشة التي تقصم ظهر البعير!. لا شك عندي بأن هذا الشاب ساذج وعلى نياته، وليس منحرفاً أو سيئاً، بل كل ما يريده هو ممارسة هوايته باللعب البريء بالألعاب الإلكترونية، لكنه وقع بين يدي شخص متمرس في الخداع، ويعلم كيف يستغل نقاط ضعف الآخرين بدهاء، للوصول إلى مآربه. قد تبدو هذه الأمور من البديهيات، لكن الصغار تتحكم بهم العاطفة، بطبيعة المرحلة العمرية التي يعيشونها، فينساقون خلفها أكثر من العقل والمنطق. يقول ذلك الشاب، لا يوجد أحد أتحدث إليه، وأخشى أن يعرف والداي بالأمر! هنا يأتي دور الدعم النفسي والاحتواء من العائلة، أو مؤسسات المجتمع حتى تخرج الضحيّة من سلسلة الابتزاز اللانهائية. الببجي هو مثال لألعاب الواقع الافتراضي، متعددة اللاعبين والتي تربط بين عدد كبير من الأشخاص حول العالم، باختلاف أعمارهم وثقافاتهم، لذلك تسببت بكثير من المشاكل حول العالم، مما دفع ببعض الدول إلى حظرها مثل الصين والهند. والحل الأمثل هو أن يعرف الشاب بأن عائلته سوف تدعمه وتسانده، أمام أي ابتزاز بدلاً من معاقبته.