دعت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان د. سهيلة العابدين حماد إلى سن قوانين منسجمة مع واقع وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي للمزيد من توفير الحماية للأطفال من المبتزين والمتاجرين بهم ماديا أو للحد من ظاهرة تحويل الطفل ضمن فئة المشاهير على "السوشل ميديا". وشددت ل"الرياض" على أهمية تفعيل ذلك عبر الجهات المعتبرة مثل الجمعيات الحقوقية التي تلعب دورا هاما في مسألة حماية الأطفال والجهات ذات العلاقة، مشيدة بالقوانين التي تحمي الطفل في المملكة التي تتميز بالتركيز على حماية الطفل في اسرته وفي مجال العنف الموجه ضد داخل الأسرة أو خارجها. وذكرت بأن حماية الطفل بالدرجة الأولى من قبل عائلته التي يفترض أن تشدد الرقابة عليه، مستدركة "تكمن المشكلة في أن بعض الأهل هم من يستغلون أطفالهم كأن يعرضوهم لسلبيات الشهرة أو غيرها من السلبيات المصاحبة وهي كثيرة جدا"، مشيرة إلى أن دخول الأطفال في مسألة الإعلانات التجارية هم غير مدركين لما يفعلون والمسؤولية على الأهل في هذا الجانب خاصة إن كان ذلك ضمن عمل احترافي كوجود شركات إعلانية. فيما حذر المختص في علم الاجتماع فؤاد المشيخص من غياب الرقابة الأبوية على الأطفال في سن الطفولة، مؤكدا بأن هناك حالات ابتزاز من قبل عصابات تصطاد الأطفال من الذكور والإناث بهدف السيطرة عليهم وتصويرهم عراة، كاشفا في الوقت نفسه عن أن هذه الحالات قد تبدأ من ألعاب إلكترونية يستهويها الطفل وتكون مفتوحة بطبيعته للاعبين على المباشر. وشدد على أن كثيرا من العوائل في المجتمع لا يعي خطورة ذلك، وقال: "يمكن أن نلخص تجربتا من الوقوف على عديد من الحالات في أن العوائل تنقصها نوع من الرقابة فيما يخص الاطفال ودخولهم لشبكة الانترنت وعدم معرفة طبيعة الألعاب التي يلعبوها، وهنا يوجد نوعان في الجهل بالأمر، فإما أن تكون العائلة غير مؤهلة تقنيا من الأساس، فلا يصنعون أي نوع من الحماية لأطفالهم، أو أنها تكتشف أن الطفلة أو الطفلة في ورطة كبيرة في وقت متأخر"، مشيرا إلى أن ليس لدينا مراكز متخصصة في الاستشارات في مثل هذه الأمور لتوفير استشارات للعوائل قبل وبعد وقوع الطفل في المشكلة الناجمة عن استغلال أو ابتزاز خطر، وبخاصة أن الطفل في عالم اليوم ليس لديه نوع من التنظيم من ناحية الزمن والوقت في ألعاب افتراضية مرتبطة بالعالم المفتوح في شبكة الانترنت. وقال: "وقفنا على حالات بإن الطفل يدخل على مجموعة ألعاب ويسرق من والديه مع مرور الوقت، وهو في البيت ويبدأ بالدخول في مرحلة السيطرة عليه من قبل أشخاص مجهولين من خارج عائلته، وصولا لتحول الأمر من اللعب إلى الطلبات الخاصة باللعب ثم إلى التصوير عاريا فالابتزاز لاحقا لتنفيذ ما يطلب منه بما في ذلك الخروج مع الشخص الغريب أو طلب تنفيذ سرقات معينة، ويتم التعامل معه من خلال العالم الافتراضي بعد السيطرة عليه تماما حتى يدخل في دوامة من حالة ابتزاز بدلا من اللعب، ولا تدرك العائلة ذلك إلا في وقت متأخر وليس في بداية الجريمة". وحذر المشيخص من تعريض الأطفال للشهرة، وقال: "إن ذلك يسهل من عملية ابتزازهم ما لم تكن هناك رقابة صارمة عليهم في الشبكة العنكبوتية"، مشيرا إلى أن استغلال الأطفال تجاريا من قبل عائلتهم يعد نوعا من أنواع الاتجار بالبشر في النظام، وفي حال ثبوته يتم معاقبة المتسبب في ذلك وفق الاجراءات النظامية. إلى ذلك تقدم الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خدمة عبر موقعها بشبكة الانترنت لمكافحة الابتزاز، إذ قالت: "تمكن من مكافحة تهديد شخص أو ابتزازه بالصور أو المحادثات أو العلاقات المحرمة، لحمله على القيام بفعل الفاحشة أو المال، سواءً من ذكر لأنثى أو العكس، أو من نفس الجنس، معروف أو غير معروف"، مشيرة إلى أنه يمكن التواصل عبر مركز الاتصال بالرقم الموحد 1909. التواصل مع غرباء في الألعاب يزيد من احتمالية تعرض الأطفال للتحرش الرقابة الأبوية تحد من الآثار السلبية للألعاب د. سهيلة زين العابدين فؤاد المشيخص