أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن 183 شخصا قتلوا بأعمال عنف في سورية (السبت) بينهم 34 في مدينة داريا، حيث عثر على أكثر من 300 جثة لقتلى سقطوا خلال العملية التي يقوم بها الجيش السوري منذ خمسة أيام. وأفاد في بيان أن "320 شخصا على الأقل قتلوا في داريا خلال الحملة العسكرية التي استمرت في الأيام الخمسة الماضية. وأضاف المرصد أنه "تم توثيق أسماء نحو مئتين من الشهداء بينهم نساء وأطفال وشبان ورجال ومقاتلون من الكتائب الثائرة المقاتلة" في المدينة التي "شهدت قصفا عنيفا واشتباكات عنيفة وإعدامات ميدانية بعد الاقتحام". وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد القتلى الذين سقطوا في داريا يرفع عدد قتلى يوم السبت إلى 440 قتيلا، وهو واحد من أعلى إحصاءات القتلى في يوم واحد منذ اندلاع الانتفاضة في مارس من العام الماضي. ووصفت هذه اللجان ما حصل في داريا ذات الغالبية السنية، بأنه "مجزرة. وأن وحشية أجهزة النظام ومليشياته زرعت الموت في شوارع البلدة وبساتينها دون تمييز بين رجل أو امرأة أو طفل". كما اعتبر ناشطون أن "ما حصل في داريا محاولة جديدة للقضاء مرة واحدة وإلى الأبد على الثورة في العاصمة بعد أن أعاد المقاتلون المعارضون التجمع في ضواحي جنوب العاصمة". وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على الإنترنت تحت عنوان "مجزرة في جامع أبو سليمان الدارياني في داريا"، عشرات الجثث المصفوفة جنبا إلى جنب في قاعة يسيطر عليها نور خافت. في المقابل، اعترف النظام السوري بارتكابه تلك المجازر، مدعيا تطهير المدينة ممن وصفهم ب"فلول المجموعات الإرهابية"، بينما استمر قادته في تحدي العالم، حيث أكد الرئيس بشار الأسد لدى لقائه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أمس في دمشق، أنه لن يسمح بنجاح المخطط الذي يستهدف سورية "مهما كلف الثمن"، كما شدد وزير خارجيته وليد المعلم على أن دمشق لن تطلق مفاوضات مع المعارضة إلى حين "تطهير" البلاد. وحول ردود الفعل حول المجزرة، أبدت الخارجية البريطانية "قلقها البالغ" أمس حيال "مجزرة وحشية بحق المدنيين" في داريا. وقال وزير الشؤون الخارجية المكلف بملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اليستير بيرت "إذا تم تأكيد المجزرة، فيعني ذلك أنها وحشية ببعد جديد، مما يستدعي إدانة لا لبس فيها من المجتمع الدولي برمته". إلى ذلك، وفي ريف دمشق أيضا، ذكر المرصد أن خمسة مقاتلين "استشهدوا إثر اشتباكات وقصف في مزارع بلدة رنكوس". أما في مدينة حلب (شمال)، فتواصلت عمليات القصف على أحياء صلاح الدين وسيف الدولة وسليمان الحلبي والصاخور والميدان من قبل القوات النظامية. وأفاد شاهد عيان في حلب أن الدبابات تقصف بشكل عنيف أحياء عدة في المدينة مما يجبر السكان على الهرب للبحث عن ملجأ. وفي مدينة حمص (وسط)، تجدد القصف "بشكل عنيف على أحياء حمص القديمة المحاصرة من مدفعية النظام المتواجدة في الغابة في الوعر"، بحسب المرصد. من جهة أخرى، ظهر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس لأول مرة علنا منذ أكثر من شهر، بعد معلومات تحدثت عن انشقاقه. وظهر الشرع قبل لقاء في دمشق مع علاء الدين بوروجردي. وكانت المعارضة أعلنت في 18 أغسطس الجاري أنه حاول الانشقاق، وسرعان ما نفته وسائل الإعلام الرسمية. وحتى أمس لم يظهر الشرع ولا مرة علنا أو على التلفزيون الرسمي. وكانت وكالة الأنباء السورية أكدت السبت أن بريدا إلكترونيا مزورا أرسل باسمها أعلن أنه أقيل من منصبه.