د. خالد علي أبوعرب تابعت باهتمام بالغ فعاليات مؤتمر القمة الإسلامي والذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين بجوار بيت الله الحرام. ولا أبالغ إن جزمت بأن هذا المؤتمر سينجح كما نجحت المؤتمرات التي عقدت بالمملكة قبل هذا المؤتمر، وخاصة أنه عقد في ظروف صعبة ومؤلمة تمر بها الأمة الإسلامية، كما أنه عقد برئاسة قائد التضامن والحوار الإسلامي خادم الحرمين الشريفين، إضافة إلى أن عقده كان في أفضل أيام العام وهي العشر الأواخر من رمضان، كما أن مكان عقد المؤتمر كان بجوار البيت العتيق مما أسهم في الخروج بهذه النتائج المشرفة والحلول البناءة. في اعتقادي أن هذه القمة لو لم يخرج المجتمعون منها إلا بفتح صفحة جديدة من الأخوة والمحبة فيما بينهم لكفاهم ذلك، خاصة أن بعض الدول الإسلامية مرت فيما بينها ببعض الخلافات والمنازعات البسيطة، ولا شك أن مثل هذا المؤتمر سيكون فرصة لتصفية النفوس والقضاء على الخلافات التي تعترض مسيرة الإصلاح والبناء التي يتطلع إليها كل مسلم في العالم. وأنا هنا أتعجب من بعض المتعجلين الذين أصدروا أحكاما مسبقة على هذا المؤتمر، وأنه لم يخرج بنتائج جيدة، وهو اتهام ظالم ومتعجل، إذ إن مثل تلك القمم لا يكون لها نتائج على المدى القريب، بل هي تأتي بنتائج وحلول طويلة الأمد، فيها مصالح كبرى وفوائد عظمى قد تخفى على البعض من العامة. ولعل الأجمل هنا أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله لا يترك فرصة أو مناسبة عابرة إلا ويسعى فيها لجمع كلمة المسلمين والدعوة للالتفاف حول بيت الله الحرام، في هذا البلد الطاهر، وهو أمر يحمد عليه، خاصة أنه بمثابة الأب لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وقد التقيت خلال عقد هذا المؤتمر بعدد من الإخوة المرافقين لبعض الرؤساء والذين لم يخفوا سعادتهم الكبيرة بعقد هذه القمة، وخاصة أنها أتت في وقت أصبحت فيه الأمة الإسلامية بحاجة كبيرة للألفة والتعاون والتكاتف فيما بينها، كما أبدوا عظيم الشكر لخادم الحرمين على هذه اللفتة الكبيرة منه ودعوته للجميع أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية، وأن يكونوا أهلا لما استؤمنوا عليه. عندما سمعت من أولئك الضيوف كلمات الشكر والثناء لهذا القائد العظيم زاد حبي واحترامي وتقديري الكبير لهذا القائد الذي شرفنا ولله الحمد في الداخل والخارج، وفي كل مكان من العالم بأفعاله الكبيرة، وخدماته العظيمة التي قدمها للأمتين العربية والإسلامية وللعالم أجمع.