تسببت البداية السيئة للفريق الكروي الأول في نادي الهلال في خلق حالة من عدم الاستقرار داخل أروقة النادي العاصمي، حيث حصد الفريق نقطة يتيمة من أصل 6 في أول مباراتين ضمن دوري زين السعودي للمحترفين لكرة القدم، حيث تعادل إيجابياً أمام مضيفه هجر بالأحساء 2 - 2 ثم خسر على أرضه أمام الفتح 1 - 2 وهي التي فجرت بركان الغضب في المدرج الأزرق، وكانت مؤلمة جداً بالنسبة لأنصاره ويمكن وصفها ب "القشة التي قصمت ظهر البعير"، حيث أبدى الهلاليون استياءهم من المستوى المتدني الذي ظهر عليه فريقهم، بجانب البداية غير المعتادة في الدوري وبالذات خلال المواسم الأخيرة. وتنوعت أسباب الإخفاق بين أنصار الزعيم، فمنهم من يرى أن ابتعاد مدير عام فريق كرة القدم سامي الجابر كان له دور كبير في ظهور الفريق الباهت لما يملكه من خبرة وقدرة على التعامل مع الظروف والأزمات سواء حينما كان لاعباً أو حتى إدارياً، بينما حمل آخرون إدارة النادي برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد مسؤولية ما يحدث للفرق جراء الإعداد الضعيف والتأخر في التعاقد مع المدرب الفرنسي أنطوان كومبواري إضافة للاعبين الأجانب، في حين يرى آخرون أن اللاعبين أنفسهم تسببوا في ظهور الفريق الباهت لغياب الروح لديهم وعدم تقديرهم للجماهير والشعار الذي يحملونه، حتى أن بعض الجماهير طالبت بإراحة بعض الأسماء التي قدمت أداءً ضعيفاً ومنح الفرصة للبدلاء. ومن النوادر أن يبدأ الهلال موسمه بهذا المستوى المهزوز ويحصد نقطة يتيمة من أصل 6، الأمر الذي أعاد أذهان الهلاليين لموسم 2004 – 2005 الذي كانت بدايته سيئة مع المدرب البرازيلي ماركوس باكيتا، وحقق الفريق آنذاك نقطة وحيدة من أصل 9 في أول ثلاث مباريات في الدوري، وبعدها كانت انطلاقة الفريق نحو تحقيق 3 بطولات في ذلك الموسم (دوري خادم الحرمين الشريفين – كأس ولي العهد – كأس الأمير فيصل بن فهد). وجراء ذلك لم تتحرك الإدارة الهلالية بالاتجاه المطلوب وتقبلت نقد الجماهير ومختلف وسائل الإعلام بصدر رحب وصمت مطبق دون أي تعليق حيث التزمت الصمت، وطلبت من الجهازين الفني والإداري مواصلة العمل الجاد ليستعيد الفريق مستواه المعروف ويعود لجادة الانتصارات. ولم يسع الفريق الهلالي للمشاركة في بطولة ودية كما فعل منافسوه الشباب والأهلي والنصر الذين شاركوا في بطولات رباعية ودية مختلفة في الإمارات، واكتفى المدرب الفرنسي بمباراة ودية وحيدة أمام الفتح، الأمر الذي جعل أنصار الفريق يتخوفون من مواصلة الفريق عروضه المتواضعة، حيث إن تعدد المباريات الودية يتيح للمدرب اكتشاف الأخطاء والخلل الفني في صفوف الفريق. وخلال ذلك غادر المدير الفني إنطوان كومبواري إلى كوريا الجنوبية حيث فضل متابعة منافسه الكوري الجنوبي أولسان الذي سيواجهه ذهاباً في كوريا في 19 من أكتوبر المقبل وإياباً في الرياض في الثاني من أكتوبر المقبل، وحضر مباراة أولسان أمام دايجو الأحد الماضي ضمن الدوري الكوري، ودون ملاحظاته ووقف على مقر إقامة البعثة هناك وملاعب التدريب؛ حيث سيسافر الفريق إلى كوريا قبل المباراة المرتقبة بأربعة أيام حتى يعتاد اللاعبون أجواء المدينة. وركز الجهاز الفني خلال الأيام الماضية على رفع المعدل اللياقي للاعبين حيث أشرف مساعد المدرب شميدت على تدريبات الفريق أثناء غياب كومبواري الذي فرض مناورة على كامل مساحة الملعب فور عودته مساء الثلاثاء، أظهرت عودة الروح العالية لغالبية اللاعبين، ومن المنتظر أن يبعد المدرب الفرنسي اللاعبين الأقل عطاء والأكثر أخطاء خلال المباريات الماضية وإحلال أسماء بديلة، وسيطال الإبعاد المتوقع الحارس حسن العتيبي وماجد المرشدي وسالم الدوسري، ومنح الفرصة للحارس البديل الشاب عبدالله السديري ويحيى المسلم ونواف العابد، مع تغيير سيطال النهج الفني للفريق وطريقة اللعب. وكانت أبرز أحداث فترة التوقف هو اعتداء عبدالله الزوري وخالد شراحيلي على مشجع هلالي تلفظ على الزوري أثناء مران السبت الماضي أثناء وجوده في مدرجات ملعب النادي، ما حدا بالثنائي المذكور للصعود والاعتداء على المشجع وطرده من النادي من قبل الإدارة، قبل أن تتراجع الأخيرة عن موقفها، حيث قدمت له الدعوة في اليوم التالي، وقدم الزوري اعتذاره الشخصي وكذلك إدارة النادي عن التصرف، وعلل الزوري موقفه بمعاناته من ضغوط عدة أشدها تعرض ابنه لأزمة صحية ألزمته السرير الأبيض لعدة أيام. ويخشى أنصار الفريق الأزرق أن يستمر حال فريقهم دون تغيير بعد فترة التوقف الأمر الذي سيفقد فريقهم فرصة المنافسة على الألقاب هذا الموسم بالذات الكأس الآسيوية الغائبة عن خزائن النادي لأكثر من عقدٍ من الزمن وهي المطلب الأول للمدرج الأزرق.