رغم خروج الهلال من الموسم المنصرم ببطولة كأس ولي العهد إضافة لحلوله ثالثاً بدوري زين للمحترفين لكرة القدم، بجانب تأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا، إلا أن ذلك لم يشفع لإدارة النادي أمام أنصارها، واعتبرته موسما فاشلاً. وكان الموسم الهلالي متأرجحاً، بدأ بالإعداد الضعيف والتعاقد مع الألماني توماس دول الذي حكم عليه بالفشل منذ التعاقد الصيف الماضي، وطالبت جماهير النادي بإبعاده، وكان لها ما أرادت عندما تمت إقالته في منتصف الموسم، وكلفت حينها الإدارة مواطنه هيكو بونان بالتعاون مع سامي الجابر لقيادة الفريق مباراتين فقط قبل التعاقد مع التشيكي إيفان هاشيك الذي بدأ مشواره ببطولة كأس ولي العهد حينما كسب الاتفاق 2 /1 في النهائي وتوج باللقب. ولم يجد المدرب التشيكي القبول من أنصار النادي مثل سلفه دول، ورغم ذلك واصل مشواره مع الفريق بإصرار من إدارة النادي لعدم الفائدة من إقالته حتى ولو ساءت النتائج على الرغم من الضغط الجماهيري الكبير عليه بسبب المستوى الفني المتأرجح والنتائج غير المقنعة محلياً وقارياً، إلا أن المشوار انتهى بالتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا في آخر مباراة بالموسم حينما كسب بني ياس بنتيجة عريضة قوامها 7 /1 في دور ال16 من المسابقة. وما إن انتهى الموسم، حتى بدأت الإدارة التحضير للموسم الجديد وسط قلق جماهيري، وسبق ذلك انتقال الدولي أسامة هوساوي إلى أندرلخت البلجيكي ورغبته في خوض تجربة احترافية في القارة العجوز، وتحقيق حلمه، وتغاضى عن العرض المادي الضخم المقدم من إدارة النادي. في المقابل وجهت الإدارة بوصلتها نحو تجديد عقد لاعب الوسط أحمد الفريدي وقدمت عرضها الرسمي له قبل دخوله فترة ال6 أشهر الأخيرة بيد أن وضع اللاعب ما زال معلقاً ولم يرد بالقبول أو الرفض. ومع حرارة الصيف الملتهبة، فتحت إدارة النادي ملف التعاقد مع مدرب جديد وقلبت عددا من الملفات المتناثرة على طاولتها العريضة، وكان هو الآخر أكثر لهباً من حرارة الصيف وبحسب الرئيس الأمير عبدالرحمن بن مساعد أنهم تفاوضوا مع 24 مدرباً جلهم من الأسماء البارزة عالمياً، إلا أنها لم تتوصل إلى اتفاق مع أي منهم لأسباب مختلفة، حيث رفض بعضهم خوض تجربة في المنطقة، والبعض الآخر طلب مبالغ مادية ضخمة، فضلاً عن مماطلة البعض في المفاوضات، حتى استقر الحال بالاتفاق مع المدير الفني الفرنسي أنطوان كومبواري الذي وافق على استلام المهمة والجلوس على رأس الجهاز الفني للفريق الأزرق، لتطوي بذلك هذا الملف بعد صولات وجولات استمرت لأكثر من شهر وسط ترقب جماهيري وإعلامي. وفي خضم تلك الأحداث كان مقرراً أن يقام معسكر الفريق في النمسا لتتحول فجأة إلى مدينة ميونيخ الألمانية قبل بدايته بأيام لرغبة إدارة النادي في اختيار المكان الأمثل لمعسكر فريقها وتفادي سلبيات الموسم المنصرم. وما إن طوت إدارة النادي صفحة المدير الفني حتى بدأ هاجس التعاقد مع لاعبين أجانب جدد، ومشاورة المدرب حول الأسماء التي يضمها الفريق حيث توصل المدرب الفرنسي لقناعة باستمرار المغربي عادل هرماش والكوري الجنوبي يوو بيونج سوو، وأصر على التعاقد مع المدافع السنغالي عبد القادر مانجان (29 عاما) قادماً من رين الفرنسي، بالرغم من أنه عائد من إصابة ويحتاج لفترة تأهيل تقارب الثلاثة أسابيع ليكون خلفا لهوساوي، فيما تم بيع عقد المغربي يوسف العربي لغرناطة الإسباني، لتظل الخانة الرابعة مجهولة حيث ما زالت إدارة النادي العاصمي تبحث عن لاعب جديد، وحدد كومبواري عدداً من الأسماء طالب بجلبها لتخدم طريقته الفنية. مع انطلاقة معسكر ألمانيا كان إداري الفريق ونجمه السابق سامي الجابر في مقر نادي أوكسير لتوقيع عقد ليكون أحد مساعدي المدرب غيرو في الفريق الأول للنادي الفرنسي بعقد يمتد لموسم قابل للتجديد، حيث سيتولى الجابر تدريب المهاجمين في الفريق الأول إضافة لفريق الشباب في النادي. وخلال معسكر ميونيخ، ركز المدرب الفرنسي على الجوانب اللياقية وفرض تدريبات على فترتين صباحية ومسائية إضافة للمحاضرات الفنية لشرح نهجه الفني، ولعب الهلال خلال معسكره 3 مباريات ودية بدأها أمام شتارن بيرج الألماني "درجة ثالثة" وكسبها بنتيجة عريضة بلغت 10/صفر، في حين كانت المباراة الثانية أمام بطل الدوري الإنجليزي مانشستر سيتي وكسبها 1/صفر، بينما كانت المواجهة الختامية أمام فولسبورج الألماني أحد أبرز أندية الدوري الألماني، وخسرها الأزرق صفر/1 حيث اطمأن المدرب الفرنسي على سير إعداد فريقه للموسم الجديد، ليعود الفريق إلى الرياض ويواصل تحضيراته لموسمه الجديد حيث سيفتتح مشواره في الثاني من أغسطس المقبل حينما يحل ضيفاً على هجر على ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية بالإحساء ضمن الجولة الأولى من دوري زين للمحترفين. ويضع الهلاليون أعينهم على المواجهة المرتقبة لفريقهم في ربع نهائي دوري أبطال آسيا عندما يلاقي أولسان هيونداي "رابع الدوري الكوري الجنوبي" ذهاباً في كوريا في 19 سبتمبر المقبل وإياباً في الرياض في الثاني من أكتوبر. ويحدو أنصار الأزرق الأمل بأن يحالف فريقهم التوفيق في البطولة، ويتمكن من ترويضها والتتويج بلقبها بعد محاولات متكررة وجادة خلال المواسم الأخيرة، خاصةً وهي غائبة عن خزائنهم منذ عقد من الزمن، وهو الذي فاز من قبل بست بطولات طوال تاريخه المرصع ب53 بطولة مختلفة تمتلئ بها خزائنه.