من داخل منزلها تقدم "أم محمد" لزبوناتها كل ما يحتجنه من وسائل تجميل، وقد باتت معروفة لديهن، حيث أصبح بيتها يكتظ بالراغبات في تغيير مظاهرهن استعدادا لاستقبال العيد، فيتحول منزلها إلى سكن بالنهار، وصالون تجميل بالليل. ومن جانب آخر تتنقل "أم شام" من بيت إلى آخر بناء على طلب زبوناتها، بعد أن أصبحت مشهورة لدى من يبحثن عن الجمال، والخصوصية، والبعد عن الانتظار داخل المشاغل النسائية، والتي تشهد ازدحاما شديدا منذ النصف الثاني من شهر رمضان استعدادا لحفلات العيد، ذلك كله أنعش سوق "الكوافيرات المتجولات" في المنازل، واللائي يمارسن أعمالهن دون رقابة أو تصريح، وما ينطوي على ذلك من مخاطر، منها استخدامهن لمنتجات غير صحية أحيانا، ومقلدة ورخيصة الثمن في أحايين أخرى. وقالت أمل القحطاني (صاحبة مشغل نسائي) إن أغلب المشاغل النسائية تشهد استنفارا في مثل هذه الأيام استعدادا لاحتفالات العيد، حيث يرغب كثير من السيدات والفتيات في الظهور بمظهر جديد، وإطلالة مختلفة، ويطلبن في سبيل ذلك خدمات تجميلية متعددة، مثل المانيكير، والباديكير، وتنظيف البشرة، وصبغات الشعر، والقصات المختلفة، وتجنبا للزحام والفوضى التي تتسم بها المشاغل عادة خصوصا قبل العيد بيومين أو ثلاثة، يتفق كثير مع بعض اختصاصيات التجميل العاملات لديها بالمشغل للذهاب إلى بيوتهن لتقديم الخدمات المطلوبة لهن. وتفضل إيمان محمد حضور الكوافيرة للبيت، حيث يوفر عليها ذلك الوقت والجهد، لبعد المشاغل عن بيتها، ورغبتها في تجنب الزحام والانتظار الذي لا يحبذه زوجها، مما يجعلها في توتر طيلة بقائها بالصالون، حيث يمتد الانتظار عادة لعدة ساعات، فكان الحل الأمثل كما تقول الاتفاق مع إحدى الكوافيرات المنزليات، التي ينبغي أن تكون على ثقة، وتعمل بشكل مميز. أما عبير الشامان فقالت "تعمل المشاغل النسائية هذه الأيام بأقصى طاقاتها، مما يجعل مهمة البحث عن مشغل شاغر أمرا صعبا، بسبب الازدحام الشديد، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، ولا بد من الظهور بالعيد بشكل جديد، ومع ذلك أرفض وبشدة دخول الكوافيرات المنزليات إلى بيتي، ولا أحبذ التعامل معهن". وتبرر الشامان ذلك بقولها "بعضهن لا يملكن شهادة، أو خبرة، وبضاعتهن رديئة النوعية ومقلدة، فتعرض صحة الناس للخطر"، وتضيف "لا أثق بهؤلاء الكوافيرات إلا إذا كن يعملن في صالونات نسائية معروفة، ولديها خدمة الحضور للمنازل، ففي هذه الحالة لا أمانع أبدا". من جانبه أكد الناطق الرسمي لأمانة منطقة تبوك الدكتور رياض غبان أهمية أن يكون هناك تعاون بين الأمانة والمواطنين لمنع هذه الظاهرة، مؤكدا أن من ترغب في التجميل يجب عليها التوجه للأماكن المخصصة لهن، وبرر ذلك بقوله إن "معظم الكوافيرات واختصاصيات التجميل المتجولات لا يخضعن للفحص الطبي". وعن دور الأمانة في منع المخاطر المترتبة على ظاهرة "الكوافيرات المتجولات، قال "تتم مراقبة الكوافيرات المتجولات عن طريق البلاغات التي تقدم للأمانة من خلال القسم النسائي"، مؤكدا أن أولئك الكوافيرات لا يحق لهن الحصول على رخص عمل". وبسؤاله عن عمل الأمانة في حال تم القبض على إحداهن، أجاب غبان "يتم تطبيق لائحة الجزاءات، وتوقيع الغرامات المقررة بحق كل مخالف للأنظمة".