أشاد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحكومة المملكة ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة مكة الاستثنائية، التي تنطلق في رحاب البيت الحرام اليوم من أجل لمِّ الشمل الإسلامي، ومواجهة التحديات الجسام التي تعترض مسيرة الأمة في هذه المرحلة التاريخية. وقال في رسالة وجهها أمس للقادة المشاركين في القمة حصلت "الوطن" على نسخة منها "إن لقاءً يجمع قادة العالم الإسلامي من الذين يمثلونَ قرابة ربع البشرية، في 57 دولة من دول العالم المعاصر، وفي أم القرى ورحاب المسجد الحرام، وخلال العشر الأخيرة من رمضان، لحدث جليل بالغ الأهمية والخطر، في ظروف عالمية قلقة ومضطربة، خاصة في ربوع العالم الإسلامي نفسه، الذي يموج بالمشكلات، والقضايا العالقة والأزمات. والأزهر الشريف إذ يحمد للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ولمنظمة التعاون الإسلامي، جهودهما المشكورة في عقد هذا المؤتمر، وتنظيم هذا اللقاء الاستثنائي البالغ الأهمية، يذكّر المشاركين جميعا أن الأمة كلها تنظر إليهم، وتترقب قرارات جادة وحاسمة، وقابلة للتنفيذ، ومشفوعة بالآليات والأدوات التي تضعها موضع التطبيق، بعيدة عن العبارات العاطفية، والبيانات التقليدية، فليس هذا المؤتمر لقاء عاديا، بل هو مؤتمر استثنائيّ بالغ الخطر والأهمية، في ظروفٍ استثنائية. وقال الطيب في رسالته مخاطبا قادة الدول الإسلامية: "إنَكم لتعلمون أن مشاكلنا الأخرى مثل التطرف الذي صنعه الآخرون وغرسوه بيننا، والذي هو صدى لمظالمهم، وانحيازهم الأناني الجائر، قد صار مشكلة عمت بها البلوى، وضاقت بها الصدور، ولكن الحكمة السياسية، والنظرة الإستراتيجية تستدعي علاجا لا يقتصر على القوة وحدها، بل يستخدم الفكرةَ الأصيلة الصائبة، في مواجهة الفكرة المجلوبة الباطلة، واللهُ تعالى يقول (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). ونحن إذ ندعو لكم مخلصين، في هذه الأيام التي تُفتح فيها أبواب الرحمة والقبول، نذكركم مرة أخرى أن النفوس قلقة والمشاعر مستفزة، والأخطار محدقة، والتاريخ يسجل المواقف، والشعوب أصبحت حكَما لا يمكن خداعه أو تهميشه، والله فوق الجميع رقيب وحسيب، وهو معكم هاديا ونصيرا.